عنه في دولة العادل قانصوه خال الناصر محمد بن قايتباي. وفي سنة اثنتين وعشرين توفي إلى رحمة الله تعالى. وكان له ذوق ونظم ونثر وإلمام بالفارسية والتركية. قال لي ولده الشهاب أحمد : وله رسالة في القطب والإمام ، قال : ونقل شيئا من كلام منطق الطير في التركية إلى العربية وشيئا من المثنوي من الفارسية إلى العربية ، ثم أنشدني من التعريب الأول قوله :
اسمعوا يا سادتي صوت اليراع |
|
كيف يحكي من شكايات الوداع |
مع أنني سمعت أنه تعريب رجل أصفهاني ، وقوله :
ما ترى قط حريصا قد شبع |
|
ما حوى الدر الصدف حتى قنع |
هكذا أنشدنيه بإسكان آخر صدف للضرورة ، وأنشدني له :
بقايا حظوظ النفس في الطبع أحكمت |
|
كذلك أوصاف الأمور الذميمة |
تحيرت في هذين والعمر قد مضى |
|
إلهي عاملنا بحسن المشيئة |
وأنشدني له الشيخ قاسم ابن الجبريني :
من البطون بسر اللطف رباني |
|
إلى الظهور وذاك اللطف رباني |
وقد بنى في وجودي والبناء بما |
|
لو خلته قلت واشواقا إلى الباني |
الله أكرمني الله أوهبني |
|
الله أمنحني الله أعطاني |
أنساني الغير بالإحسان واعجبا |
|
فكيف أنسى لمن للغير أنساني |
إنسان عيني مغمور بحكمته |
|
واحيرتي كيف ما أدركت إنساني |
ما ثم في الكون معبود سواه يرى |
|
ولا له أبدا في ملكه ثاني |
في طي أسمائه الحسنى له حكم |
|
إذا نشرت ترى القاصي بها داني |
ومما وقع له أنه اجتمع يوما بالشيخ محمد الخراساني النجمي في مجلس خير بك كافل حلب وكان ينكر على الشيخ استعمال الدف واليراع في مجالس السماع ، فقال له : ماذا يقول اليراع؟ فقال له الشيخ : اسكت ، أنت اليراع ، وكأنه أراد أنه مثله في خلو الباطن وأنه جماد مثله ، فلم يفهم إلا أنه جعله إياه حقيقة فأراد أن يؤذن الناس بأنه تكلم بكلام لا صحة له لينكروا عليه ، فلم يجسر أحد أن يصل إليه إلى أن وقع الإصلاح بينهما. قيل