مع نسبة أهلها إلى التشيع طمعا منه في دنياهم ظنا أنهم يوالونه إذا هو في الظاهر والاهم وأنهم يعظمونه على العادة في تعظيمهم لأهل السيادة ، فاطلعوا على أنه من أهل السنة والجماعة ، فخرجوا بالحط عليه عن ربقة الإطاعة ، فعاد منها إلى حلب ولم يوجه إلى قضائها الطلب ، ورأى أن لا تهلكه فوعة الفوعة وأن يكون شرور أهلها عنه مرفوعة ، وصار ديوانا بحلب عند وكلاء السلطان بها إلى أن مات تقريبا سنة خمس عشرة ودفن وراء مشهد الحسين رضياللهعنه بحلب بسفح الجبل بمقبرة جده السيد الشريف أبي المكارم حمزة ، وهو حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن أبي إبراهيم محمد الممدوح بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحق (١) المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه. وزهرة هذا لا زهرة السابق ذكره هو الذي ينسب إليه بنو زهرة أحد بيوتات حلب المذكورين في تاريخ الشيخ أبي ذر.
قال : وكان من أكابر الأشراف وذوي الرأي والوجاهة مقدما ببلده يرجع الناس إلى أمره ونهيه. قال : وهو بإسكان الهاء خلافا للنجم المعروف فإنه بفتحها كما قال صاحب الجمهرة ، إلى أن عد من هذا البيت جماعة كانوا نقباء حلب وتعرض لتشيع واحد منهم هو نقيبها ورئيسها وعالمها الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة أبي هذا البيت ، وأفاد أن بني زهرة عند الذهبي طائفة أخرى شيعة بحلب كانوا بيت علم ونظم ونثر وكتابة ورئاسة ومكارم أخلاق وحشمة وأنهم انقرضوا ، وأفاد أيضا أن الإمام الكبير أبا إبراهيم محمدا الممدوح أول من كان قدم حلب من الأشراف من أولاد إسحق المؤتمن وهل كان شيعيا أم لا. ذكر جد والدي لأمه المحب أبو الفضل بن الشحنة ومن خطه نقلت عن الحافظ برهان الدين الحلبي قال : قال لي والدي : كانت أهل حلب كلهم أهل سنة وكلهم حنفية لا يعرفون غير ذلك ، حتى قدم شخص من العراق فظهر فيهم التشيع وظهر مذهب الشافعي ، لأنهم كانوا يتسترون بمذهبه. قال : فلم أسأله عن القادم ، ثم ذكر لي مرة ثانية ثم ثالثة ثم قال لي : مالك لا تسألني عن القادم المذكور؟ قال : فقلت : من هو؟ قال :
__________________
(١) قوله الحسين بن إسحق رأيت في الكتاب الموسوم «بصحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار» للسيد الشريف عبد الله محمد سراج الدين الرفاعي ما نصه : ومنهم (أي ومن ذرية الحسين بن إسحق) الشريف أبو إبراهيم محمد الحراني ممدوح أبي العلاء المعري ابن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن إسحق المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق وعقب الشريف محمد الحراني من رجلين جعفر نقيب حلب ومحمد ولهم بقية بحلب وحران والخابور ، وهم بيت فضل وإمارة وملك وعلم ومجد وسيادة ا ه.