ومن العربية المفصّل للزمخشري والألفية لابن مالك في النحو وغيرهما.
وتصدر للإقراء سنين واستمر على ذلك إلى أن طلبه الملك الأشرف برسباي وخلع عليه باستقراره قاضي قضاة الحنفية بالديار المصرية في يوم الخميس سابع عشرين شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثمانمائة بعد عزل قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن التفهني وخلع على التفهني بمشيخة خانقاه شيخو بعد موت شيخ الإسلام سراج الدين عمر قاري الهداية ، فباشر المذكور وظيفة القضاء بحرمة وافرة وعظمة زائدة لقربه من الملك ولخصوصيته به ولكونه ولي القضاء من غير سعي.
وكان ينادم الملك الأشرف ويبيت عنده في بعض الأحيان ، وكان يعجب الأشرف قراءته في التاريخ كونه كان يقرأ باللغة العربية ثم يفسر ما قرأه باللغة التركية وكان فصيحا في اللغتين. وكان الملك الأشرف يسأله عن دينه وعما يحتاج إليه من العبادات وغيرها فكان العيني يجيبه بعبارة تقرب من فهمه ويحسن له الأفعال الحسنة ، حتى لقد سمعت الأشرف في بعض الأحيان يقول : لولا العينتابي ما كنا مسلمين ا ه.
واستمر في القضاء إلى أن صرف وأعيد التفهني في يوم الخميس سادس عشرين صفر سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. وفي اليوم المذكور أيضا صرف قاضي القضاة شهاب الدين ابن حجر بقاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني ، فلزم المذكور داره أياما يسيرة وطلبه السلطان إلى عنده وصار يقرأ له على عادته. ثم ولاه حسبة القاهرة في شهر ربيع الآخر من السنة عوضا عن الأمير إينال الشمشاني ، وكان الشمشاني ولي الحسبة عنه فباشر الحسبة إلى أن أعيد إلى القضاء في سابع عشرين جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة عوضا عن التفهني بحكم طول مرض موته ، فباشر القضاء والحسبة والأحباس معا مدة طويلة إلى أن صرف عن الحسبة بالأمير صلاح الدين محمد بن حسن بن نصر الله.
واستمر في القضاء ونظر الأحباس إلى أن توفي الملك الأشرف برسباي في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وتسلطن ولده الملك العزيز يوسف وصار الأتابك جقمق العلائي مدبر مملكته ، عزله جقمق المذكور عن القضاء بشيخ الإسلام سعد الدين سعد ابن محمد الديري في يوم الاثنين ثالث عشر المحرم من سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ، فلزم المذكور داره مكبا على الأشغال والتصنيف إلى أن ولاه الملك الظاهر جقمق حسبة القاهرة