وقدم حلب على رأس القرن فقرأ على القاضي شرف الدين الأنصاري في مختصر ابن الحاجب الأصلي ، ودرس في المنتقى لابن تيمية ، وقرأ في أصول الدين. فلما كانت كائنة الططر وقع في أسر اللنكية وشج رأسه ، ثم خلص منهم بعد مدة وبرح إلى القاهرة فأقام بها وأخذ عن بعض شيوخها وصحب البلالي مدة ، ثم رجع إلى حلب فصحب الأطعاني ، ثم انقطع فتردد إليه الناس وعقد الناموس وصار يدعي دعاوي عريضة ، منها أنه مجتهد مطلق ، ويطلق لسانه في أكابر الأئمة وأنه مطلع على الكائنات ولا يعتني بعبادة ولا مواظبة على الجماعات ، ويدعي أنه يأخذ من الحضرة وأنه نقطة الدائرة ، ونقل عن أتباعه كفريات صريحة. وسمع شخصا ينشد قصيدة نبوية فقال : هذه فيّ. وقال لأتباعه : إن أقصرتم بي عن درجة النبوة نقصتم منزلتي. وزعم أنه يجتمع بالأنبياء كلهم في اليقظة وأن الملائكة تخاطبه في اليقظة ، وأنه عرج به إلى السموات ، وأن موسى أعطي مقام التكليم ومحمدا مقام التكميل وهو أعطي المقامين معا إلى غير ذلك مما ذاع واشتهر. وكثر أتباعه وعظم بهم الخطب واشتدت الفتنة به ، وقام عليه جماعة وتعصب له بعض الأكابر إلى أن مات في تاسع عشر شوال سنة ثلاث وعشرين. نقلت ترجمته من خط البرهان المحدث بحلب. قلت : وما تقدم عن إنبائه ذكره في سنة أربع وعشرين والأول أشبه. وسمعت المحب ابن الشحنة يحكي أنه أخذ عنه وأنه أيف (هكذا ولعله أصيب) في عقله وليس هذا ببعيد عن من يصدر منه الخرافات.
وذكره ابن أبي عذيبة فقال : الشيخ الإمام الصالح الزاهد الورع العارف المحقق شهاب الدين. سئل الشيخ عمر بن حاتم العجلوني عن أمثل من رأت عيناه في الدنيا في العلم والعمل فقال : من الأموات ابن هلال ومن الأحياء ابن رسلان. سمع كثيرا وعمر. مات سنة إحدى وعشرين ا ه.
وذكره في الضوء قبل ذلك مرة ثانية وسماه أحمد بن عمر بن هلال وقال : اشتغل بحلب وقدم القاهرة فصحب البلالي ، ثم رجع لبلده وكثر أتباعه ومعتقدوه ، ولكن حفظت عنه شطحات. فمقته الفقهاء في إظهار طريق ابن عربي فلم يزد أتباعه في ذلك إلا محبة فيه وتعظيما له حتى كانوا يسمونه نقطة الدائرة. ومات سنة أربع وعشرين. ترجمه هكذا المقريزي في عقوده ا ه.