أنشد مرة هكذا ومرة هكذا ، ثم رأيت ابن هشام قال فى شرح الشواهد : روى قوله :
* ولا أرض أبقل إبقالها (١) *
بالتذكير والتأنيث مع نقل الهمزة ، فإن صح أن القائل بالتأنيث هو القائل بالتذكير ، صح الاستشهاد به على الجواز من غير الضرورة ، وإلا فقد كانت العرب ينشد بعضهم شعر بعض ، وكل يتكلم على مقتضى سجيته التى فطر عليها ، ومن هنا تكثرت الروايات فى بعض الأبيات ، انتهى.
__________________
(١) هذا البيت من شواهد سيبويه ج ١ ص ٢٤٠ ، والمبرد فى «المذكر والمؤنث» ص ١١٢ ، والمخصص ١٦ / ٨٠ ، وأمثال أبى عكرمة ٥ / ٨ ، وشرح ابن يعيش على المفصل ج ٥ ص ٩٤ ، ولسان العرب ج ١٢ ص ٢٥٢ ، وج ١١ ص ٢٠٦ ، والبلغة للأنبارى ص ٦٣ ، وهو لعامر بن جوين ، وكان من الخلعاء حتى أن قومه تبرأوا منه ، والبيت من كلمة وصف بها أرضا مخصبة بكثرة ما نزل بها من الغيث ، وقبله :
وجارية من بنات الملو |
|
ك قعقعت بالرمح خلخالها |
ككرفئة الغيث ذات الصبي |
|
ر ترمى السحاب ويرمى لها |
تواعدها بعد مر النجو |
|
م كلفاء تكثر تهطالها |
فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها |
والمزنة : السحاب ؛ والودق : المطر ، قال الاعلم ، والشاهد فيه : حذف التاء من أبقلت لأن الارض بمعنى المكان ، فكأنه قال : «ولا مكان أبقل إبقالها» ولكن ابن هشام استشهد بالبيت على أن «أبقل» روى بروايتين : التذكير والتأنيث