ومن ذلك : «الفحفحة» فى لغة هذيل يجعلون الهاء عينا (١).
ومن ذلك : «الوكم» فى لغة ربيعة وقوم من كلب ، يقولون : عليكم وبكم حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة (٢).
ومن ذلك : «الوهم» فى لغة كلب ، يقولون : منهم ، وعنهم ، ونبّئهم ، وإن لم يكن قبل الهاء ياء ولا كسرة (٣).
__________________
(١) ظاهر ما قاله السيوطى أن الفحفحة إبدال الحاء عينا مطلقا مثل أن تقول فى «حال الحول وحل الموعد» : «عال العول وعل الموعد» قال فى اللهجات العربية ص ٨٢ : وهذا ضعيف لأنه لم يرد به نص عن العرب.
والأولى قصره على إبدال الحاء عينا فى حتى حيث قرأ بها عبد الله بن مسعود : «ليسجننه عنى حين» وروى أن سيدنا عمر حين علم بقراءته بعث إليه بقوله : «إن القرآن لم ينزل بلغة هذيل ؛ فأقرىء الناس بلغة قريش».
(٢) الوكم : كسر الكاف من «كم» مطلقا ، وقد نسبها سيبويه إلى قوم من بكر بن وائل حيث قال : «وقال ناس من بكر بن وائل : من أحلامكم وبكم ـ بكسر الكاف ـ شبهها بالهاء لأنها علم إضمار ، وقد وقعت بعد الكسرة ، فأتبع الكسرة الكسرة حيث كانت حرف إضمار ، وكان أخف من أن يضم بعد كسرة وهى رديئة جدا سمعنا أهل اللغة يقولون : قال الحطيئة :
وإن قال مولاهم على جل حادث |
|
من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا |
قال الأعلم : «والشاهد فيه كسر الكاف من قوله أحلامكم» وانظر : الكتاب ج ٢ ص ٢٩٤. وقد قيد السيوطى جواز ذلك بأن يكون قبل الكاف ياء أو كسرة ، وجعل ذلك لغة ربيعة وقوم من كلب.
(٣) قيد بعض العرب جواز ذلك كسر الهاء فى هم بأن تكون مسبوقة بياء أو كسرة مثل : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) الآية رقم ٣ من سورة الفاتحة ، ومثل : (وَأَنْتَ فِيهِمْ) الآية رقم ٣٣ من سورة الأنفال.