فإن الشائع فى جمع ميثاق مواثق ، برد الواو إلى أصلها ، لزوال العلة الموجبة لقلبها ياء وهى الكسرة ، لكن استحسن هذا الشاعر ومن تابعه إبقاء القلب ، وإن زالت العلة من حيث أن الجمع غالبا تابع لمفرده إعلالا وتصحيحا.
قال ابن جنى : قياس تحقيره على هذه اللغة أن يقال : «مييثيق»
ومنه ما ذكره صاحب البديع قال : إذا اجتمع التعريف العلمى ، والتأنيث السماعى أو العجمة ، فى ثلاثى ساكن الوسط «كهند» و «نوح» ، فالقياس : منع الصرف ، والاستحسان : الصرف لخفته.
وقال ابن الأنبارى : اختلفوا فى الأخذ بالاستحسان (١) ، فقال قوم : إنه غير مأخوذ به لما فيه من التحكم وترك القياس.
وقال آخرون : إنه مأخوذ به ، واختلفوا فيه.
فقيل : هو ترك قياس الأصول لدليل.
وقيل : هو تخصيص العلة.
__________________
حمى لا يحل الدهر إلا بإذننا |
|
ولا نسأل الأقوام عقد الميائق |
ألا ترى أن فاء ميثاق ـ التى هى واو وثقت ـ انقلبت للكسرة قبلها ياء كما انقلبت فى ميزان وميعاد ؛ فكما يجب على هذا لما زالت الكسرة فى التكسير أن تعاود الواو ؛ فتقول على الجماعة : المواثيق كما تقول الموازين والمواعيد ؛ فتركهم الياء بحالها ربما أوهم أن انقلاب الواو ياء ليس للكسرة قبلها ؛ بل هو لأمر آخر غيرها ؛ إذ لو كان لها لوجب زواله مع زوالها».
والبيت قد نسبه أبو زيد فى النوادر إلى عياض بن أم درة الطائى ؛ وروى الأخفش عن أبى سعيد أنه عياض بن درة.
(١) انظر الفصل الخامس والعشرين من لمع الأدلة ص ١٣٣ ـ ١٣٤.