ولكنّ نصفا لو سببت وسبّنى |
|
بنو عبد شمس من مناف وهاشم (١) |
والثالث : اختلاف الرواية كأن يقول الكوفى : الدليل على جواز مد المقصور قوله :
سيغنينى الّذى أغناك عنّى |
|
فلا فقر يدوم ولا غناء (٢) |
فيقول البصرى : الرواية غناء بفتح الغين وهو ممدود.
الرابع : منع ظهور (٣) دلالته على ما يلزم منه فساد القياس ، كأن يقول
__________________
(١) البيت للفرزدق همام بن غالب ، وهو من شواهد سيبويه ج ١ ص ٣٩ ، وفى ديوان الفرزدق ص ٨٤٤ ، وقبله :
وليس بعدل أن سببت مجاشعا |
|
بآبائى الشم الكرام الخضارم |
والشاهد فيه : «سببت وسبنى بنو عبد شمس» ، فالعبارة من باب الاشتغال تقدم فيها عاملان هما : «سببت» ، «وسبنى» ، وتأخر معمول واحد هو قوله : «عبد شمس» وقد أعمل الثانى ، ولو أعمل الأول لقال : «سببت وسبونى بنى عبد شمس» وإعمال الثانى مذهب البصريين ، والأولى أن نقول إن إعمال الثانى جائز ، لأنه سمع عن العرب ما يؤيد إعمال الأول.
(٢) فى الأصل : ولا غنا وهو تحريف ، لأن محل الاستشهاد «غناء» بمد المقصور جوازا فى الشعر على رأى الكوفيين ، والبيت من شواهد الأشمونى ج ٤ ص ١١٠ ، وأوضح المسالك الشاهد رقم ٥٣٧ ، وشرحه العينى بهامش الخزانة ج ٤ ص ٥١٣ ، وابن منظور ج ١٩ ص ٣٧٣ ، وقال فى «غناء» : إنه يجوز فيها فتح الغين والمراد بها : الغنى ، وكسر الغين والمراد بها : مصدر غانيت ، والغانى : ذو الوفر.
(٣) قال الأنبارى : «أن يشاركه الدليل» بدلا من «منع ظهور دلالته» على ما يلزم منه فساد القياس».