فيقول له البصرى : إنما لم يصرف لأنه ذهب به إلى القبيلة ، والحمل على المعنى كثير فى كلامهم.
والثانى : المعارضة بنص آخر مثله فيتساقطان ويسلم الأول ، كأن يقول الكوفى : الدليل على أن إعمال الأول فى باب التنازع أولى قول الشاعر :
* وقد نغنى بها ونرى عصورا (١) *
فيقول له البصرى : هذا معارض بقول الآخر :
__________________
وذو الطول وذو العرض : كناية عن عظم جسمه ، ومحل الاستشهاد قوله : «عامر» فقد جاء به مرفوعا من غير تنوين فدل على منعه من الصرف ، وليس فيه علة سوى العلمية ، وتأويله البصريون بأنه أريد به القبيلة ، ولقد فصل القول فى هذه المسألة الأنبارى فى المسألة ٧٠ من كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف.
(١) نسبه سيبويه فى ج ١ ص ٤٠ إلى المرار الأسدى ، والشطر الثانى لا بد منه فى الاستشهاد ، وهو :
* بها يقتدننا الخرد الخدالا*
وقبله :
فرد على الفؤاد هوى عميدا |
|
وسوئل لو يبين لنا السؤالا |
واستشهد به الأنبارى فى المسألة رقم ١٣ من الانصاف ، ومحل الاستشهاد فى قوله : «ونرى يقتدننا الخرد الخدالا».
فهذه العبارة من باب التنازع حيث تقدم فعلان هما «نرى» و «يقتاد» ، وتأخر معمول هو : «الخرد الخدالا» ، وقد أعمل الشاعر الفعل الأول فى هذا المعمول بدليل نصبه والاتيان بضميره معمولا للفعل الثانى وهو نون النسوة ، ولو أعمل الثانى لقال : نرى يقتادنا الخرد الخدال ، وإعمال الأول مذهب الكوفيين ، والأولى أن نقول : إن إعمال الاول جائز حيث ورد عن العرب ما يدل على إعمال الثانى.