[المسألة] العاشرة
فى دور العلة
قال فى الخصائص (١) : هو نوع ظريف ، ذهب المبرد فى وجوب إسكان لام نحو : ضربت ، إلى أنه لحركة ما بعده من الضمير ، لئلا تتوالى إلى أربع حركات.
وذهب أيضا فى حركة الضمير من ذلك ، إلى أنها لسكون ما قبله ، فاعتلّ لهذا بهذا ، ثم دار ، فاعتلّ لهذا بهذا.
قال : وهو نظير ما أجازه سيبويه فى جر «الوجه» من قولك : الحسن الوجه ، وأنه جعله تشبيها بالضارب الرجل ، مع أن جر الرجل تشبيها بالحسن الوجه ، إلا أن مسألة سيبويه أقوى من مسألة المبرد ، لأن الشىء لا يكون علة نفسه ، وإذا لم يكن كذلك كان من أن يكون علّة علّته أبعد.
__________________
(١) انظر الخصائص ج ١ ص ١٨٣ وقد جاء فى الحاشية بيان عن معنى دور العلة فقال : «يريد بدور الاعتلال أن يعلل الشىء بعلة معللة بذلك الشىء ، والدور بين شيئين : توقف كل منهما على الآخر ، وهذا من مصطلحات المتكلمين ، ولهم فيه تقاسيم وبحوث ، وليس الدور فى هذا المقام هو الدوران ، كما ذهب إليه شارحا الاقتراح : اين الطيب وابن علان ؛ فإن الدوران : هو حدوث الحكم بحدوث العلة ، وانعدامه بعدمها ، كما فى حرمة النبيذ تدور مع الإسكار وجودا وعدما ، والدوران من مسالك العلة ، والدور أدنى إلى أن يكون من قوادحها».