ولقد رأيت عند تحقيقه أن أرجع إلى المصادر والمراجع التى رجع إليها الإمام السيوطى ، فاطلعت على النصوص التى نقلها أو تصرف فيها بالاختصار أو التلخيص والإيجاز ، ولقد أشرت إلى مكان كل نص فى موضعه ، وأكلمت من المراجع النصوص التى تحتاج إلى تكملة ، حتى تكون الفائدة ميسرة وحتى يسهل الرجوع إلى هذه المصادر لمن أراد المزيد من الإلمام بعلم أصول النحو.
كذلك قمت بمراجعة الأصل الذى معى على أصول أخر ، حتى يخرج النص سليما وعلى ذلك تم تصويب الأخطاء التى وردت بالأصل وأشرت إليها فى مواضعها ، ولقد شرحت الكلمات الغربية ، وضبطت ما يحتاج إلى ضبط وعلقت على آرائه فى بعض المسائل وغير ذلك مما يلمسه القارىء لهذا الكتاب
وبعد وفاة السيوطى بما يقرب من أربعة قرون ونصف ، برز أحد العلماء (١) المحدثين المشهود لهم بالأصالة العلمية ، ولقد كتب فى «أصول النحو السماعية (٢)» فتحدث بإفاضة عن الاستشهاد بالقرآن الكريم ، والحديث الشريف ، وكلام العرب : والكتاب غاية فى الدقة ، ويعين الباحث فى الحصول على بغيته ، وحبذا أن يشق هذا الكتاب طريقه بين المطبوعات لتتسع دائرة إفادته للباحثين فى علوم العربية.
ولقد ذكر مؤلفه نبذة عن تاريخ ونشأة علم أصول النحو ، ونقد بعض العلماء ثم قال : «ولسنا ننكر فضل علمائنا ـ فى القديم والحديث ـ وقدر جهدهم
__________________
(١) هو فضيلة الأستاذ الدكتور محمد رفعت فتح الله رئيس قسم اللغويات فى كلية اللغة العربية
(٢) نسخة خطية بمكتبة كلية اللغة العربية بالقاهرة برقم ٨٣٥١ ولقد كتبت فى سنة ١٣٦٣ ه