أن كلا منهما ثلاثى ، وأن ثالثه حرف لين ، وأن آخره تاء التأنيث ، وأن فعولا وفعيلا يتواردان ، نحو أثيم وأثوم ، ورحيم ورحوم ، ومشىّ ومشوّ ، ونهىّ عن الشىء ونهوّ ، فلما استمرت حال فعيله وفعولة هذا الاستمرار ، جرت واو شنوءة مجرى ياء حنيفة ، فكما قالوا : حنفى قياسا ، قالوا شنئى قياسا.
قال أبو الحسن (١). فإن قلت : إنما جاء هذا فى حرف واحد يعنى شنوءة.
فالجواب : أنه جميع ما جاء
قال فى الخصائص (٢) : ما ألطف هذا الجواب ، ومعناه : أن الذى جاء فى فعولة هو هذا الحرف ، والقياس قابله ، ولم يأت فيه شىء ينقضه ، فإذا قاس الإنسان على جميع ما جاء ، وكان أيضا صحيحا فى القياس مقبولا فلا لوم ، ولما ذكرناه من المناسبة بين فعولة وفعيلة ، لم يجز فى نحو ضرورة (٣) : ضررىّ ، ولا فى حرورة (٤) : حررىّ ، لأن باب فعيلة المضاعف نحو جليلة ، لا يقال فيه : جللى استثقالا ، بل هو جليلى.
ومثال الثانى قولهم فى ثقيف وقريش وسليم : ثقفىّ وقرشىّ وسلمىّ ، فهو وإن كان أكثر من شنئى ، فإنه عند سيبويه ضعيف فى القياس ، ولا يقال فى سعيد : سعدىّ ، ولا فى كريم : كرمىّ.
__________________
(١) المراد به : أبو الحسن الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المتوفى سنة ٣١٥ ه
(٢) انظر الخصائص ج ١ ص ١١٦.
(٣) مثل ابن جنى بنحو صرورة بالصاد ، والصرورة : الذى لا يأتى النساء.
(٤) الحرورة : الحرية.