تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧

[سورة القلم (١)]

سورة ن ، مكية عددها «اثنتان (٢)» وخمسون آية كوفى (٣).

__________________

(١) معظم مقصود السورة.

الذب عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وعذاب مانعي الزكاة وتخويف الكفار بالقيامة ، وتهديد المجرمين بالاستدراج. وأمر الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالصبر ، والإشارة إلى حال يونس ـ عليه‌السلام ـ فى قلة الصبر وقصد الكفار رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ليصيبوه فى (... لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ ...) سورة القلم : ٥١.

(٢) فى أ : «اثنان» والصواب «اثنتان».

(٣) فى الصحف : (٦٨) سورة القلم مكية إلا من الآية (١٧) إلى الآية (٣٣) ومن الآية (٤٨) إلى الآية (٥٠) فمدنية ، وآياتها ٥٢ نزلت بعد سورة العلق.

ولها اسمان سورة ن وسورة القلم وهذا أشهر.

تفسير مقتل بن سليمان ج ٤ م ٢٦

٤٠١
٤٠٢

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

قوله : (ن وَالْقَلَمِ) يعنى بنون الحوت وهو فى «بحر (١)» تحت الأرض السفلى والقلم قلم من نور يكتب به ، طوله كما بين السماء والأرض كتب به اللوح المحفوظ (وَما يَسْطُرُونَ) ـ ١ ـ يقول وما تكتب الملائكة من أعمال بنى آدم ، وذلك حين قال كفار مكة ، أبو جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وغيرهم : إن محمدا مجنون ، فأقسم الله ـ تعالى ـ بالحوت والقلم وما يسطرون ـ الملائكة ـ من أعمال بنى آدم ، فقال : (ما أَنْتَ) يا محمد (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) يعنى برحمة ربك (بِمَجْنُونٍ) ـ ٢ ـ (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) ـ ٣ ـ يقول غير منقوص لا يمن به عليك (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ـ ٤ ـ يعنى دين الإسلام (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ) ـ ٥ ـ (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) ـ ٦ ـ يعنى سترى يا محمد «ويرى (٢)» أهل مكة إذا نزل بهم العذاب ببدر (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) يعنى المجنون فهذا وعيد ، العذاب ببدر ، القتل وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، ثم قال : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) الهدى (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ـ ٧ ـ من غيره قوله (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) ـ ٨ ـ حين دعى إلى دين آبائه وملتهم ، نظيرها فى سورة الفرقان (٣) ، نزلت هذه الآية فى بنى المغيرة بن عبد الله بن عمرو

__________________

(١) فى أ : «نحر» وفى ب : «بحر».

(٢) فى أ : «ويرون» ، والصواب ما أثبته.

(٣) سورة الفرقان : ٥٢ وتمامها (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً).

٤٠٣

ابن مخزوم منهم الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، وعبد الله ابن أبى أمية ، وعبد الله بن مخزوم ، وعثمان ، ونوفل ابني عبد الله بن المغيرة ، والعاص ، وقيس ، وعبد ، شمس وبنى الوليد سبعة الوليد ، وخالد ، وعمارة ، وهشام ، والعاص ، وقيس ، وعبد شمس ، «بنو (١)» الوليد بن المغيرة (وَدُّوا) حين دعى إلى دين آبائه (لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) ـ ٩ ـ يقول ودوا لو تكفر يا محمد فيكفرون فلا يؤمنون («وَلا تُطِعْ) (٢) (» كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) ـ ١٠ ـ يعنى الوليد ابن المغيرة المخزومي ، يقول ، كان تاجرا «ضعيف القلب (٣)» وذلك أنه كان عرض على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ المال على أن يرجع عن دينه وذلك قوله ـ تعالى ـ : «... ولا تطع منهم آثما أو كفورا» (٤) يعنى الوليد وعتبة (هَمَّازٍ) يعنى مغتاب (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) ـ ١١ ـ كان يمشى بالنميمة (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) يعنى الإسلام منع ابن أخيه وأهله الإسلام (مُعْتَدٍ) يعنى فى الغشم والظلم (أَثِيمٍ) ـ ١٢ ـ يعنى أثيم بربه لغشمه وظلمه ، نظيرها فى «ويل للمطففين (٥)» (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ) يقول مع ذلك النعت (زَنِيمٍ) ـ ١٣ ـ يعنى بالعتل (٦) رحيب الجوف موثق الحلق (٧) أكول شروب غشوم ظلوم ومعنى «زنيم» أنه كان فى أصل أذنه

__________________

(١) فى أ : «يقول» ، وفى ف : «بنو».

(٢) فى أ : «فلا تطع» ، وفى ف : «ولا تطع».

(٣) فى أ : «البار» ، وفى ف : «القلب».

(٤) سورة الإنسان : ٢٤ وتمامها : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً).

(٥) سورة المطففين : ١ ، يشير إلى الآية ١٢ من سورة المطففين وهي (وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ).

(٦) فى أ : «يعنى بالعقل» ، وفى ف : «يعنى بالعتل».

(٧) على معناها لا يتكلم بالخير ولا ينطق بالإيمان.

٤٠٤

مثل زنمة الشاة مثل الزنمة التي تكون معلقة فى «لحى (١)» الشاة زيادة فى خلقه (أَنْ كانَ) يعنى إذا كان (ذا مالٍ وَبَنِينَ) ـ ١٤ ـ (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ) يعنى الوليد (آياتُنا) يعنى القرآن (قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ـ ١٥ ـ يقول أحاديث الأولين وكذبهم وهو حديث رستم واسفندباز يقول الله ـ عزوجل ـ : (سَنَسِمُهُ) بالسواد (عَلَى الْخُرْطُومِ) ـ ١٦ ـ يعنى على الأنف ، وهو الوليد وذلك أنه يسود وجهه وتزوق عيناه «ويصير (٢)» منكوس الوجه مغلولا فى الحديد قبل دخول النار (٣) ، ثم رجع فى التقديم فقال : (إِنَّا بَلَوْناهُمْ) يقول إنا ابتليناهم يعنى أهل مكة بالجوع (كَما بَلَوْنا) يقول كما ابتلينا (أَصْحابَ الْجَنَّةِ) بالجوع (٤) حين هلكت جنتهم ، كان فيها نخل وزرع وأعناب ، ورثوها عن آبائهم ، واسم الجنة الصريم ، وهذا مثل ضربه الله ـ تعالى ـ لأهل مكة ليعتبروا عن دينهم ، وكانت جنتهم دون صنعاء اليمن بفرسخين وكانوا مسلمين ، وهذا بعد عيسى بن مريم ـ عليه‌السلام ـ وكان «آباؤهم صالحين (٥)» ، يجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل فلم يره حين يصرمه ، وما أخطأ المنجل ، وما ذرته الريح ، وما بقي فى الأرض من الطعام حين يرفع ، وكان هذا «شيئا كثيرا (٦)» ، فقال القوم : كثرت العيال وهذا طعام كثير ، أغدوا سرا جنتكم

__________________

(١) فى أ : «نحر» ، وفى ف : «لحى» ، والعبارة كلها من ف ، وهي محرفة فى أ.

(٢) «بصير» : زيادة اقتضاها السياق.

(٣) فى أ : «معلق فى الحديد قد نزل النار» ، والمثبت من ف.

(٤) فى أ : «يقول ابتليناهم يقول أهل مكة بالجوع» ، والمثبت من ف.

(٥) فى أ : «وهم صالحين» ، والمثبت من ف.

(٦) فى أ : «شيء كثير» ، وفى ف ، «شيئا كثيرا».

٤٠٥

فاصرموها ، ولا تؤذنوا المساكين ، كان آباؤهم يخبرون المساكين فيجتمعون عند «صرام (١)» جنتهم ، وعند الحصاد ، («إِذْ) (٢) (أَقْسَمُوا» لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ) ـ ١٧ ـ ليصرمنها إذا أصبحوا (وَلا يَسْتَثْنُونَ) ـ ١٨ ـ فيقولون إن شاء الله ، فسمع الله ـ تعالى ـ [٢٠٥ ب] قولهم فبعث نارا من السماء فى الليل على جنتهم فأحرقتها حتى صارت سوداء ، فذلك قوله : (فَطافَ عَلَيْها) يعنى على الجنة (طائِفٌ) يعنى عذاب (مِنْ رَبِّكَ) يا محمد ليلا (وَهُمْ نائِمُونَ) ـ ١٩ ـ (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) ـ ٢٠ ـ أصبحت يعنى الجنة سوداء مثل الليل (فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ) ـ ٢١ ـ يقول لما أصبحوا قال بعضهم لبعض (أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ) ـ ٢٢ ـ الجنة ، يقول الحرث والثمار والزرع ولا يعلمون أنها احترقت («فَانْطَلَقُوا) (٣) (» وَهُمْ يَتَخافَتُونَ) ـ ٢٣ ـ يعنى «يتشاورون (٤)» فيما «بينهم (٥)» ، وهو الخفي من الكلام فقالوا سرا : (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ) ـ ٢٤ ـ (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ) (٦) (قادِرِينَ) ـ ٢٥ ـ على حدة فى أنفسهم (٧) «قادرين» على جنتهم (فَلَمَّا رَأَوْها) ليس فيها شيء ظنوا أنهم أخطأوا الطريق (قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ) ـ ٢٦ ـ عنها ، ثم

__________________

(١) فى أ : «أصرام» ، وفى ف : «صرام».

(٢) فى أ ، ف : «فأقسموا» ، والآية : «إذا أقسموا».

(٣) فى أ : «فأقبلوا» ، وفى حاشية أ : «فانطلقوا».

(٤) فى أ : «يتشاورون» ، وفى ف : «يتشاورون» ، وفى حاشية أ ، «يتسارون» : محمد أى تعليق من الناسخ محمد.

(٥) فى أ : «يتشاورن» بينهم ، والأنسب : «يتشاورون فيما بينهم».

(٦) فى الجلالين : (حرد) منع الفقراء.

(٧) من ف ، وفى أ : («(وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ) يعنى على حد فى أنفسهم».

٤٠٦

أنهم عرفوا الأعلام فعلموا أنهم عقوبة ، فقالوا : (بَلْ نَحْنُ) يعنى ولكن نحن (مَحْرُومُونَ) ـ ٢٧ ـ يقول حرمنا خير هذه الجنة (قالَ أَوْسَطُهُمْ) يعنى أعدلهم قولا ، نظيرها فى سورة البقرة. «... أمة وسطا ...» (١) يعنى عدلا (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ) ـ ٢٨ ـ فتقولون إن شاء الله ـ تعالى ـ : (قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) ـ ٢٩ ـ (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ) ـ ٣٠ ـ يقول يلوم بعضهم بعضا فى منع حقوق المساكين (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ) ـ ٣١ ـ يقول لقد طغينا فى نعمة الله ـ تعالى ـ قالوا : (عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها) يعنى خيرا من جنتنا التي هلكت (إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ) ـ ٣٢ ـ فى الدعاء إليه يقول الله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ) «يعنى هكذا (الْعَذابُ) هلاك جنتهم (٢)» (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) يعنى أعظم مما أصابهم إن لم يتوبوا فى الدنيا (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) ـ ٣٣ ـ ولما أنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ـ ٣٤ ـ قال كفار مكة للمسلمين إنا نعطى فى الآخرة من الخير أفضل مما تعطون يقول الله ـ عزوجل ـ : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ) فى الآخرة (كَالْمُجْرِمِينَ) ـ ٣٥ ـ فى الخير يقول الله ـ عزوجل ـ : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ـ ٣٦ ـ يعنى تقضون إن هذا الحكم لجور أن تعطوا من الخير فى الآخرة ما يعطى للمسلمين (أَمْ لَكُمْ) يعنى يا أهل مكة (كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ) ـ ٣٧ ـ يعنى

__________________

(١) سورة البقرة : ١٤٣ وفيها : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ).

(٢) «يعنى هكذا (العذاب) هلاك جنتهم». من ف ، وفى أ : «هكذا معك جنتهم».

٤٠٧

تقرأون (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ) أن تعطوا هذا الذي قلتم بأن لكم فى الاخرة : (لَما تَخَيَّرُونَ) ـ ٣٨ ـ قل لهم : يا محمد ، (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا) يعنى ا لكم عهود علينا (بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) يقول «حلفنا (١)» لكم على يمين فهي لكم علينا بالغة لا تنقطع إلى يوم القيامة (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) ـ ٣٩ ـ يعنى ما تقضون لأنفسكم فى الآخرة من الخير (سَلْهُمْ) يا محمد ، (أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ) ـ ٤٠ ـ يقول أيهم بذلك كفيل بأن لهم [٢٠٦ أ] فى الآخرة «ما للمسلمين (٢)» من الخير (أَمْ لَهُمْ) يقول ألهم (شُرَكاءُ) يعنى شهداء من غيرهم بالذي يقولون : (فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ) يعنى بشهدائهم فيشهدوا لهم بالذي يقولون (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) ـ ٤١ ـ بأن لهم فى الآخرة ما للمسلمين من الخير ، قوله : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) يعنى قوله : (... وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ...) يعنى عن شدة الآخرة (٣) (وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) ـ ٤٢ ـ وذلك أنه تجمد أصلاب الكفار فتكون كالصياصي عظما واحدا مثل صياصي البقر لأنهم لم يسجدوا فى الدنيا (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) عند معاينة النار (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) يعنى تغشاهم مذلة (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) يعنى يؤمرون بالصلاة

__________________

(١) فى أ : «جعلنا» ، وفى ف : «حلفنا».

(٢) فى أ : «ما للمسلم» ، وفى ف : «ما للمسلمين».

(٣) كذا فى أ ، ف. وفى القرطبي ص ٧٥٤ (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب ، وكشف الساق مثل فى ذلك ، وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن فى الهرب ، قال حاتم :

أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها

وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا

أو يكشف عن أصل الأمر وحقيقته بحيث يصير عيانا مستعار من ساق الشجر وساق الإنسان وتنكيره للتهويل أو للتعظيم وقرئ تكشف بالتاء على بناء المفعول والفاعل ، والفعل للساعة أو الحال.

٤٠٨

الخمس (وَهُمْ سالِمُونَ) ـ ٤٣ ـ يقول كانوا معافون فى الدنيا فتصير أصلابهم مثل سفافيد الحديد.

قال مقاتل : قال ابن مسعود فى قوله : (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) يعنى فيضيء نور ساقه الأرض ، فذلك قوله (... وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ...) يعنى نور ساقه اليمين هذا قول عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه (١).

قال مقاتل وقال ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ فى قوله : (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) يعنى عن شدة الآخرة ، كقوله : قامت الحرب على ساق ، قال يكشف عن غطاء الآخرة وأهوالها (٢) قوله : (فَذَرْنِي) هذا تهديد (وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ)

__________________

(١) وهب أنه قول عبد الله بن مسعود ، فهل يعفى من قال به من التجسيم والتشبيه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وانظر ما كتبته فى مقدمة هذا التفسير عن : التجسيم عند مقاتل.

(٢) قارن بما نقلته لك عن القرطبي فى تفسير هذه الآية (هامش رقم ١) فى هامش تفسيرها : قبل قليل ، وكلاهما متقارب من بعضه.

قال النسفي فى تفسيره : (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) نفس الظروف فليأتوا أو اذكر مضمرا والجمهور على أن الكشف عن الساق عبارة عن شدة الأمر وصعوبة الخطب فمعنى يوم يكشف عن ساق يوم يشتد الأمر ويصعب ولا كشف ثمة ولا ساق ولكن كنى به عن الشدة لأنهم إذا ابتلوا بشدة كشفوا عن الساق ، وهذا تقول للأقطع الشحيح يده مغلولة ولا يد ثمة ولا غل. وإنما هو كتابة عن البخل. وأما من شبه فليضيق عطفه وقله نظره فى علم البيان ، ولو كان الأمر كما زعم المشبه لكان من حق الساق أن يعرف لأنها ساق معهودة عنده.

وفى تفسير الطبري (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد ثم ذكر من قال ذلك.

ثم ساق الطبري روايات أخرى فى مضمون ما ذهب إليه مقاتل منها ما أسند إلى ابن مسعود ومنها ما أسند إلى أبى سعيد الخدري. منها (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) يعنى عن نور عظيم.

ومنها (يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا.

٤٠٩

__________________

ومنها ما يفيد أن كل قوم يتبعون آلهتهم ، ثم يتجلى الله للمؤمنين فى صورة فيكشف عما شاء الله أن يكشف فيخرون سجدا إلا المنافقين فإنه يصير فقار أصلابهم عظما واحدا مثل صياصي البقر.

وهذه الروايات غريبة عن روح الإسلام وأصوله وقواعده وبعيدة عن نصوص بالقرآن الصريحة فى قوله ـ سبحانه ـ : (... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ...) ، (... لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ...) والله منزه عن مشابهة الحوادث ، أما النصوص التي يوهم ظاهرها مشابهته ـ سبحانه ـ للحوادث ففيها رأى السلف وهو أننا نؤمن بها كما وردت ونفوض حقيقة المراد منها إلى الله ـ تعالى ـ فنؤمن بأن لله وجها ويدا ونقطع بأن ذلك لا يشبهه بالحوادث ونفوض حقيقة المراد إلى الله ، وأما رأى الخلف فإنهم يؤولون هذه النصوص على نحو يليق بجلال الله ـ سبحانه ـ فيؤولون اليد بالقدرة ويؤولون الوجه بالذات.

وقد بين الإمام النووي أن الخلاف بين السلف والخلف ليس كبيرا فكلاهما منفقان على مخالفته ـ سبحانه وتعالى ـ للحوادث ولكن السلف شرحوا اللفظ ، والخلف حملوه على المعنى والتأويل ، ورأى السلف أسلم ، ورأى الخلف أحكم.

وأنت ـ أيها المؤمن ـ ما أحوجك إلى يقين صادق وإيمان ثابت بالله خالقا ، ورازقا ، سميعا ، مجهبا ، مقصودا فى الحوائج ، منزها عن النظر والمثيل ، بدون بحث فى كيفية الذات فقد أجاب القرآن عن حقيقة الله بسورة كاملة هي أساس التوحيد فقال سبحانه :

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) سورة الإخلاص.

ولم يعرف عن الصحابة أنهم سألوا النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن معنى أى آية من الآيات المتشابهة ، مثل (... وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ...) سورة : الرحمن : ٢٧ ، (... يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ...) سورة الفتح : ١٠ ، (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) سورة طه : ٥. ولكنهم آمنوا بها واستقر الإيمان بالله فى قلوبهم ، واندفعوا إلى العمل بمقتضى هذا الإيمان.

ثم ظهر الخلاف فى فهم هذه النصوص فى العصور المتأخرة ودب الشقاق والفرقة بين الناس بسبب التفرق فى فهمها ، والقرآن روح. وحياة ، وذكر ، ورحمة ، والفرقة كفر : وشقوة ، وقد آن لنا أن نعود إلى فهم القرآن والاهتداء بهديه ، وأن نتجنب الخلافات المذهبية والسياسة ، وأن نكتفي بنعمة القرآن وروحه ففيها الشفاء والرحمة وأن نبتعد عن الانحرافات الدخيلة وعن شبه التجسيم والتشبيه وعما أورده المنحرفون من روايات وإسرائيليات غريبة عن روح هذا الدين.

٤١٠

يقول خل بيني وبين من يكذب بهذا القرآن ، «فأنا أنفرد بهلاكهم (١)» (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٤٤ ـ سنأخذهم بالعذاب من حيث يجهلون (وَأُمْلِي لَهُمْ) يقول لا أعجل عليهم بالعذاب (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) ـ ٤٥ ـ يقول إن أخذى بالعذاب شديد نزلت هذه الآية فى المستهزئين من قريش قتلهم الله ـ تعالى ـ فى ليلة واحدة ، قوله : (أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً) يعنى خراجا على الإيمان (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) ـ ٤٦ ـ يقول أثقلهم الغرم

__________________

فما قيمة الرواية إذا اصطدمت بأصل من أصول ديننا ، وما قيمة الرواية إذا اشتملت على شذوذ أو علة قادحة» وما قيمة الرواية إذا خالفت المعقول أو اصطدمت مع الأصول ، وما قيمة الرواية إذا خالفت روح القرآن أو هدى الإسلام.

لقد ذكر علماء الحديث أن من علامة وضع الحديث ما يأتى :

١ ـ ركاكة معناه وضعفه.

٢ ـ فساد معناه.

٣ ـ مخالفته الكتاب والسنة المتواترة أو الإجماع القطعي.

٤ ـ مخالفته الوقائع التاريخية المقطوع بصحتها.

٥ ـ صدور الحديث من راو تأييدا لمذهبه وهو متعصب مغال فيه.

وقال ابن الجوزي : إذا رأيت الحديث يباين المعقول ، أو يخالف المنقول ، أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع.

انظر علوم الحديث الدكتور عبد الله شحاتة المكتبة الثقافية : ٨٧.

وأخيرا ننقل ما قاله الأستاذ سيد قطب تفسير (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) والكشف عن الساق كناية ـ فى تعبيرات اللغة العربية المأثورة ـ عن الشدة والكرب فهو يوم القيامة الذي يشمر فيه عن الساعد ، ويكشف فيه عن الساق ، ويشتد الكرب والضيق ، ويدعى هؤلاء المتكبرون إلى السجود فلا يملكون السجود ، أما لأن وقته قد فات واحذزوا ما لأنهم كما وصفهم فى موضوع آخر يكونون (... مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) سورة إبرهيم : ٤٣ وكأن أجسامهم وأعصابهم مشدودة عن الهول على غير إرادة منهم ، وعلى أية حال فهو تعبير يشير بالكرب والعجز والتحدي المخيف.

(١) من ف ، وفى أ : «فأما لا تقدر بهلاكهم».

٤١١

فلا يستطيعون الإكثار من أجل الغرم (أَمْ عِنْدَهُمُ) يقول أعندهم علم (الْغَيْبُ) بأن الله لا يبعثهم وأن الذي يقول محمد غير كائن ، أم عندهم بذلك كتاب (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) ـ ٤٧ ـ ما شاءوا ، ثم قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (فَاصْبِرْ) على الأذى (لِحُكْمِ رَبِّكَ) يعنى لقضاء ربك و «الذي» (١) هو آت عليك (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) يعنى يونس بن متى من أهل نينوى ـ عليه‌السلام ـ يقول لا تضجر كما ضجر يونس فإنه لم يصبر ، يقول لا تعجل كما عجل يونس ، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى فتعاقب كما عوقب يونس (إِذْ نادى) ربه فى بطن الحوت وكان نداؤه فى سورة الأنبياء (... لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ) [٢٠٦ ب] «سبحانك إني كنت من الظالمين» (٢) ثم قال : (وَهُوَ مَكْظُومٌ) ـ ٤٨ ـ يعنى مكروب فى بطن الحوت يعنى السمكة (لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) ـ ٤٩ ـ ولكن تدار كه نعمة يعنى رحمة من ربه فنبذناه بالعراء وهو سقيم والعراء البراز يعنى لألقى بالبراز وهو مذموم (فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) ـ ٥٠ ـ (وَإِنْ يَكادُ) يقول قد كاد (الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى المستهزئين من قريش (لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) يعنى يبعدونك (لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) يقول حين سمعوا القرآن كراهية له (وَيَقُولُونَ إِنَّهُ) إن محمدا (لَمَجْنُونٌ) ـ ٥١ ـ (وَما هُوَ) يعنى أن هو (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) ـ ٥٢ ـ يعنى ما القرآن إلا تذكرة للعالمين.

__________________

(١) فى أ : «الذ» ، وفى ف : «الذي».

(٢) سورة الأنبياء : ٨٧.

٤١٢

سورة الحاقّة

٤١٣
٤١٤

(٦٩) سورة الحاقة

وآياتها؟؟؟ وخمسون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا

٤١٥

بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨) وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (٩) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (١٠) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (١١) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (١٢) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (٢٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠)

٤١٦

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (٣٢) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (٣٧) فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢))

٤١٧
٤١٨

[سورة الحاقة (١)]

سورة الحاقة مكية عددها «اثنتان (٢)» وخمسون آية «كوفى (٣)».

__________________

(١) معظم مقصود السورة :

الخبر عن صعوبة القيامة ، وو الإشارة إلى هلاك القرون الماضية ، وذكر نفخة الصور ، وانشقاق السموات ، وحال السعداء والأشقياء ، وقت قراءة الكتب ، وذل الكفار مقهورين فى أيدى الزبانية ، ووصف القرآن بأنه كهانة وشعر ، وبيان أن القرآن تذكرة المؤمنين وحسرة للكافرين ، والأمر بتسبيح الركوع فى قوله : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) سورة الحاقة : ٥٢

(٢) فى أ : «اثنان» ، والصواب «اثنتان».

(٣) فى المصحف : (٦٩) سورة الحاقة مكية وآياتها ٥٢ نزلت بعد سورة الملك.

٤١٩
٤٢٠