المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧
سورة الكافرون
(١٠٩) سورة الكافرون مكية
وآياتها ست
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦))
[سورة الكافرون (١)]
سورة الكافرون (٢) مكية عددها ست آيات (٣).
__________________
(١) معظم مقصود السورة :
يأس الكافرين من موافقة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالإسلام والأعمال ، فى الماضي والمستقبل والحال ، وبيان أن كل أحد مأخوذ بماله عليه أقبال واشتغال.
(٢) فى أ : «الكافرون» ، وأما ف ففيها سورة : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ).
(٣) فى المصحف : (١٠٩) سورة الكافرون مكية وآياتها (٦) نزلت بعد سورة الماعون.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ـ ١ ـ نزلت فى المستهزئين من قريش ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قرأ بمكة «والنجم إذا هوى» (١) فلما قرأ «أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثلالثة الأخرى» (٢) ألقى الشيطان على لسانه ، فى وسنه ، فقال : تلك الغرانيق العلا ، عندها الشفاعة ترتجى (٣) ، فقال أبو جهل ابن هشام ، وشيبة وعتبة ابنا ربيعة ، وأمية بن خلف ، والعاص بن وائل ، «والمستهزءون (٤)» من قريش «عشيا (٥)» فى دبر الكعبة لا تفارقنا يا محمد إلا على أحد الأمرين تدخل معك فى بعض دينك ونعبد إلهك ، «وتدخل (٦)» معنا فى بعض ديننا وتعبد آلهتنا ، أو تتبرأ من آلهتنا ونتبرأ من إلهك ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيهم تلك الساعة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) إلى آخر السورة فأتاهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعد فقال : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) قالوا : مالك يا محمد؟ «قال (٧)» : (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) ـ ٢ ـ يقول لا أعبد آلهتكم التي
__________________
(١) سورة النجم : ١.
(٢) سورة النجم : ١٩ ـ ٢٠.
(٣) رفض المحققون ـ هذه الشبه كما سبق أن وضحنا ذلك فى تفسير سورة النجم : ٤ / ١٦٢ ، وقد حققت الموضوع عند تفسير الآية ٥٢ من سورة الحج : ٣ / ١٣٢ ـ ١٣٣.
(٤) فى أ : «والمستهزئين» ، وفى ف : «والمستهزءون».
(٥) فى ل : «عشيا» ، وفى ف : «غنتا» ، وهي ساقطة من أ.
(٦) فى أ : «أو تدخل» ، وفى ف : «وتدخل».
(٧) «قال» : من ف ، وليست فى أ.
تعبدون اليوم (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ) إلهى الذي أعبده اليوم : (ما أَعْبُدُ) (١) ـ ٣ ـ ثم قال : (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) ـ ٤ ـ فيما بعد اليوم (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) ـ ٥ ـ فيما بعد اليوم (لَكُمْ دِينُكُمْ) الذي أنتم عليه (وَلِيَ دِينِ) ـ ٦ ـ الذي أنا عليه ، ثم انصرف عنهم ، فقال بعضهم تبرأ هذا منكم فشتموه وآذوه ، ثم نسختها آية السيف فى براءة ، («... فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) (٢) ...».
__________________
(١) «ما أعبد» : ساقطة من أ ، ف.
(٢) سورة التوبة : ٥.
سورة النّصر
(١١٠) سورة النصر مدنية
وآياتها ثلاث
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (٣))
[سورة النصر (١)]
سورة النصر مدنية عددها ثلاث آيات (٢) :
__________________
(١) معظم مقصود السورة :
بيان نعيه ، وذكر تمام نصرة أهل الإسلام ورغبة الخلق فى الإقبال على دين الهدى ، وبيان وظيفة التسبيح والاستغفار ، والأمر بالتوبة فى آخر الحال بقوله : (... وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) سورة النصر : ٣.
(٢) فى المصحف : (١١٠) سورة النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية وهي آخر ما نزل من السور وآياتها (٣) نزلت بعد سورة التوبة.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) ـ ١ ـ نزلت هذه السورة بعد فتح مكة والطائف (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ) يعنى أهل اليمن (أَفْواجاً) ـ ٢ ـ من كل وجه زمرا ، القبيلة بأسرها والقوم بأجمعهم ، ليس بواحد ولا اثنين ولا ثلاثة ، فقد حضر أجلك ، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) يقول فأكثر ذكر ربك (وَاسْتَغْفِرْهُ) من الذنوب (إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) ـ ٣ ـ للمستغفرين كانت هذه السورة «آية (١)» موت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقرأها على أبى بكر وعمر ففرحا ، وسمعها عبد الله بن عباس فبكى ، فقال له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : صدقت. فعاش النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «بعدها (٢)» ثمانين يوما. «ومسح (٣)» رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «بيده (٤)» على رأس ابن عباس وقال : اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل.
__________________
(١) «آية» : ساقطة من أ ، وهي من ل ، ف.
(٢) فى ل : «بعده».
(٣) فى أ ، ف ل : «فمسح» : والأنسب ما أثبت.
(٤) فى أ : «يده على رأسه» ، وفى ل : «فمسح رسول الله (ص) على رأسه» ، والأنسب ما أثبت.
سورة المسد
(١١١) سورة المسدة مكية
وآياتها خمس
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥))