تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧

والأرض الغيب إلا الله (١)» يقول يسألونك عن القيامة متى قيامها ، فقال : (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) ـ ٤٣ ـ أى من أين تعلم ذلك (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) ـ ٤٤ ـ يقول منتهى علم ذلك إلى الله ـ عزوجل ـ نظيرها فى الأعراف ، ثم قال : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها) ـ ٤٥ ـ يقول إنما أنت رسول تنذر بالساعة من يخشى ذلك اليوم ، ثم نعت ذلك اليوم فقال : (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها) الساعة يظنون أنهم (لَمْ يَلْبَثُوا) فى الدنيا ونعيمها (إِلَّا عَشِيَّةً) وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس (أَوْ ضُحاها) ـ ٤٦ ـ يقول أو ما بين طلوع الشمس إلى أن ترتفع الشمس على قدر عشية الدنيا أو ضحا الدنيا.

__________________

(١) سورة النمل : ٦٥.

٥٨١
٥٨٢

سورة عبس

٥٨٣
٥٨٤

(٨٠) سورة عبس مكية

وآياتها ... وأربعون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨) وَهُوَ يَخْشى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ (١٦) قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (٢٣) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٢) فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣)

٥٨٥

يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (٤١) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (٤٢))

٥٨٦

[سورة عبس (١)]

سورة الأعمى مكية عددها «اثنتان (٢)» وأربعون آية كوفى (٣).

__________________

(١) معظم مقصود السورة.

بيان حال الأعمى ، وذكر شرف القرآن ، والشكاية من أبى جهل ، وإنكاره البعث والقيامة ، وإقامة البرهان من حال الثبات على البعث ، وإحياء الموتى ، وشغل الخلق فى العرصات ، وتفاوت حال أهل الدرجات والدركات فى قوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ، ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ ، تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ، أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) سورة عبس : ٣٨ ـ ٤٢.

(٢) فى أ : «اثنان» ، والصواب : «اثنتان» ، أو «ثنتان».

(٣) فى المصحف : (٨٠) سورة عبس مكية وآياتها ٤٣ نزلت بعد سورة النجم.

٥٨٧
٥٨٨

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

قوله : (عَبَسَ وَتَوَلَّى) ـ ١ ـ يقول عبس بوجهه وأعرض إلى غيره نزلت فى عبد الله بن أبى سرح الأعمى ، وأمه أم مكتوم ، اسمه عمرو بن قبس بن زائدة بن رواحة بن الأصم بن حجر بن عبدود بن بغيض بن عامر بن لؤي بن غالب.

وأما أم مكتوم : اسمها عاتكة بنت عامر بن عتكة بن عامر بن مخزوم بن «يقظة (١)» بن مرة بن كعب بن لؤي ، وذلك أنه ذات يوم كان جالسا فى المسجد الحرام وحده ليس معه «ثان (٢)» ، وكان «رجلا (٣)» مكفوف البصر ، إذ نزل ملكان من السماء ليصليا فى المسجد الحرام ، فقالا : من هذا الأعمى الذي لا يبصر فى الدنيا ولا فى الآخرة؟ قال أحدهما : ولكن أعجب من أبى طالب يدعو الناس إلى الإسلام! وهو لا يبصرهما ، ويسمع ذلك ، فقام عبد الله حتى أتى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وإذا معه أمية بن خلف [٢٢٩ أ] ، والعباس بن عبد المطلب وهما قيام بين يديه يعرض عليهما الإسلام ، فقال عبد الله : يا محمد ، قد جئتك تائبا فهل لي من توبة؟ فأعرض النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وجهه عنه ، وأقبل بوجهه إلى العباس وأمية بن خلف ، «فكرر

__________________

(١) فى أ : «لعطه» بدون إعجام ، وفى ف : «يقظة» مع الإعجام.

(٢) فى أ : «ثانى».

(٣) فى أ : «رجل».

٥٨٩

عبد الله كلامه (١)» فأعرض النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «بوجهه (٢)» وكلح ، فاستحيى عبد الله وظن أنه ليس له توبة فرجع إلى منزله ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيه (عَبَسَ وَتَوَلَّى) يعنى كلح النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وتولى (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) ـ ٢ ـ ثم قال : (وَما يُدْرِيكَ) يا محمد (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) ـ ٣ ـ يقول لعله أن يؤمن فيصلى فيتذكر فى القرآن بما قد أفسد (أَوْ يَذَّكَّرُ) (٣) فى القرآن (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى) ـ ٤ ـ يعنى الموعظة يقول أن تعرض عليه الإسلام فيؤمن فتنفعه تلك الذكرى ف (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى) ـ ٥ ـ عن الله فى نفسه يعنى أمية ابن خلف (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) ـ ٦ ـ يعنى تدعو وتقبل بوجهك (وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى) ـ ٧ ـ يقول وما عليك ألا يؤمن ولا يصلح ما قد أفسد ، هؤلاء النفر (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى) ـ ٨ ـ فى الحر (وَهُوَ يَخْشى) ـ ٩ ـ الله يعنى ابن أم مكتوم (فَأَنْتَ عَنْهُ) يا محمد (تَلَهَّى) ـ ١٠ ـ يعنى تعرض بوجهك عنه ، ثم وعظ الله ـ عزوجل ـ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن «لا يقبل (٤)» على من استغنى عنه فقال : لا تقبل عليه ولا تعرض عن من جاءك يسعى ، ولا تقبل على من استغنى وتعرض عن من يخشى ربه ، فلما نزلت هذه الآية فى ابن أم مكتوم ، أكرمه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ واستخلفه بعد ذلك على المدينة مرتين فى غزواته (٥) ، ثم انقطع الكلام ، ثم استأنف فقال :

__________________

(١) زيادة اقتضاها السياق ، وهي من القرطبي ، وليست فى أ ، ولا ف ، ولا فى جميع النسخ.

(٢) فى أ : «وجهه».

(٣) «أو يذكر» : ساقطة من أ ، ف.

(٤) فى الأصل : «يقبل».

(٥) كذا فى القرطبي وغيره ، وفى أ ، ف واستخلفه بعد ذلك فى غزاته على المدينة ، فى غزاة بنى كنانة مرتين.

٥٩٠

(كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ) ـ ١١ ـ يعنى آيات القرآن (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) ـ ١٢ ـ يعنى الرب ـ تعالى ـ نفسه ، يقول من شاء الله ـ تعالى ـ فهمه يعنى القرآن ، يقول من شاء ذكر : أن يفوض الأمر إلى عباده ، ثم قال : إن هذا القرآن (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ) ـ ١٣ ـ يعنى فى كتب مكرمة (مَرْفُوعَةٍ) يعنى به اللوح المحفوظ ، مرفوعة فوق السماء الرابعة ، نظيرها فى الواقعة (١) عند الله (مُطَهَّرَةٍ) ـ ١٤ ـ من الشرك والكفر (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) ـ ١٥ ـ يعنى تلك الصحف بأيدى كتبة كرام مسلمين ، ثم أثنى على الملائكة الكتبة فقال : (كِرامٍ) يعنى مسلمين ، وهم الملائكة (بَرَرَةٍ) ـ ١٦ ـ يعنى مطيعين لله ـ تعالى ـ أنقياء أبرار من الذنوب ، وكان ينزل إليهم من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا فى ليلة القدر ، إلى الكتبة من الملائكة ، ثم ينزل به جبريل إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ثم انقطع الكلام ، فذلك قوله : (قُتِلَ الْإِنْسانُ) يعنى لعن الإنسان (ما أَكْفَرَهُ) ـ ١٧ ـ يقول ما الذي أكفره ، نزلت هذه الآية فى عتبة بن أبى لهب بن عبد المطلب [٢٩٩ ب] وذلك أنه كان غضب على أبيه فأتى محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فآمن به ، «فلما رضى أبوه عنه وصالحه (٢)» وجهزه وسرحه إلى الشام بالتجارات «فقال (٣)» : بلغوا محمدا عن عتبة أنه قد كفر بالنجم ، فلما سمع بذلك النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : اللهم سلط عليه كلبك يأكله فنزل ليلا فى بعض الطريق فجاء الأسد فأكله ، ثم قال وهو يعلم : (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) ـ ١٨ ـ فأعلمه كيف خلقه ليعتبر فى خلقه فقال : (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) ـ ١٩ ـ فى

__________________

(١) بشير إلى قوله ـ تعالى ـ : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) سورة الواقعة : ٣٤.

(٢) فى أ : «فلما رضى عنه فصالحه» ، وفى ف : «فلما رضى أبوه عنه وصالحه».

(٣) «فقال» : كذا فى أ ، ف ، والأنسب ، «قال».

٥٩١

بطن أمه من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، ثم عظما ، ثم روحا ، فقدر هذا الخلق فى بطن أمه ثم أخرج من بطن أمه (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) ـ ٢٠ ـ يعنى هون طريقه فى الخروج من بطن أمه يقول يسره للخروج أقلا يعتبر فيوحد الله فى حسن خلقه فيشكر الله فى نعمه (ثُمَّ أَماتَهُ) عند أجله (فَأَقْبَرَهُ) ـ ٢١ ـ (ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) ـ ٢٢ ـ فى الآخرة يعنى إذا شاء بعثه من بعد موته (كَلَّا) لا يؤمن الإنسان بالنشور ، ثم استأنف فقال : (لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) ـ ٢٣ ـ يعنى ما عهد الله إليه أمر الميثاق الأول ، يعنى التوحيد ، يعنى به آدم ـ عليه‌السلام ـ ثم استأنف ذكر ما خلق عليه ، «فذكر (١)» رزقه ليعتبر ، فقال : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ) يعنى عتبة بن أبى لهب (إِلى طَعامِهِ) ـ ٢٤ ـ يعنى رزقه (أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا) ـ ٢٥ ـ على الأرض يعنى المطر (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) ـ ٢٦ ـ يعنى عن النبت والشجر (فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا) ـ ٢٧ ـ يعنى الحبوب كلها (وَعِنَباً وَقَضْباً) ـ ٢٨ ـ يعنى به الرطاب (وَزَيْتُوناً) يعنى الرطبة التي يعصر منها الزيت (وَنَخْلاً) ـ ٢٩ ـ (وَحَدائِقَ غُلْباً) ـ ٣٠ ـ يعنى الشجر الملتف الشجرة التي يدخل بعضها فى جوف بعض (وَفاكِهَةً وَأَبًّا) ـ ٣١ ـ يعنى المرعى (مَتاعاً لَكُمْ) يقول فى هذا كله متاعا لكم (وَلِأَنْعامِكُمْ) ـ ٣٢ ـ ففي هذا معتبر ، وقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خلقتم من سبع ، ورزقتم من سبع ، وخرجتم على سبع ، (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) ـ ٣٣ ـ يعنى الصيحة «صاخت (٢)» أسماع الخلق بالصيحة من «الصائح (٣)» ، يسمعها الخلق ، ثم عظم الرب

__________________

(١) فى أ : «ذكر».

(٢) فى أ : «ساخت» ، وفى ف : «صاخت».

(٣) فى أ : «للصائح» ، وفى ف : من «الصائح».

٥٩٢

ـ عزوجل ـ ذلك فقال : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) ـ ٣٤ ـ يعنى لا يلتفت إليه (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) ـ ٣٥ ـ (وَصاحِبَتِهِ) يعنى وامرأته (وَبَنِيهِ) ـ ٣٦ ـ (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) ـ ٣٧ ـ «يعنى إذا وكل بكل إنسان ما يشغله (١)» عن هؤلاء الأقرباء (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) ـ ٣٨ ـ يعنى فرحة بهجة ، ثم نعتها فقال : (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) ـ ٣٩ ـ لما أعطيت من الخير والكرامة ، قال : (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) ـ ٤٠ ـ يعنى السواد كقوله : (سَنَسِمُهُ) بالسواد «على الخرطوم» (٢) (تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) ـ ٤١ ـ يعنى يغشاها الكسوف وهي الظلمة ، ثم أخبر الله ـ عزوجل ـ عنهم ، فقال : (أُولئِكَ) الذين كتب الله هذا لهم الشر فى الآخرة (هُمُ الْكَفَرَةُ) يعنى الجحدة والظلمة وهم (الْفَجَرَةُ) ـ ٤٢ ـ يعنى الكذبة.

قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نزل القرآن فى ليلة القدر جميعا كله من اللوح المحفوظ إلى السفرة من الملائكة فى السماء الدنيا ، ثم أخبر به جبريل ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى عشرين شهرا ، ثم أخبر به جبريل النبي ـ صلى الله عليهما ـ فى عشرين سنة.

__________________

(١) فى أ ، ف : «يعنى إذا وكل بكل إنسان شغله أمره عن هؤلاء الأقرباء».

(٢) سورة القلم : ١٦.

تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٣٨

٥٩٣
٥٩٤

سورة التكوير

٥٩٥
٥٩٦

(٨١) سورة التكوير مكية

وآياتها تسع وعشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤) فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩))

٥٩٧
٥٩٨

[سورة التكوير (١)]

سورة التكوير مكية عددها تسع وعشرون آية كوفى (٢).

__________________

(١) معظم مقصود السورة :

بيان أحوال القيامة ، وأهوالها ، وذكر القسم على أن جبريل أمين على الوحى ، مكين عند ربه أن محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لا منهم ، ولا بخيل ، يقول الحق ، وبيان حقيقة المشيئة والإرادة فى قوله : (... إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) سورة التكوير : ٢٩.

(٢) فى المصحف : (٨١) سورة التكوير مكية وآياتها ٢٩ نزلت بعد سورة المسد.

٥٩٩
٦٠٠