تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧

(٥١) سورة الذاريات مكية

وآياتها ستون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (٢) فَالْجارِياتِ يُسْراً (٣) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (٤) إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (٦)

١٢١

وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (١١) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (١٤) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (١٦) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩) وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٢٧) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩) قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢)

١٢٢

لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤) فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧) وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠) وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٤٦) وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١) كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ

١٢٣

فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥) وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (٥٦) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (٥٩) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٦٠))

١٢٤

[سورة الذاريات (١)]

سورة الذاريات مكية.

عددها ستون آية كوفى (٢).

__________________

(١) معظم مقصود السورة :

ذكر القسم بحقية البعث والقيامة ، والإشارة إلى عذاب أهل الضلالة ، وثواب أرباب الهداية وحجة الوحدانية وكرامة إبراهيم فى باب الضيافة ، وإهلاك قوم لوط ، وملامة فرعون وأهله ، وخسارة عاد وثمود وقوم نوح ، وخلق السماء والأرض للنفع والإفادة ، وزوجية المخلوقات ، لأجل الدلالة ، وتكذيب المشركين للرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ـ وتخليق الخلق لأجل العبادة.

(٢) فى المصحف : (٥١) سورة الذاريات مكية ... وآياتها ٦٠ نزلت بعد سورة الأحقاف.

وسميت سورة الذاريات لمفتتحها بها فى قوله : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) الآية الأولى.

١٢٥
١٢٦

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) ـ ١ ـ يعنى الرياح «ذرت» (١) ذروا (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) ـ ٢ ـ يعني السحاب موقرة من الماء (فَالْجارِياتِ يُسْراً) ـ ٣ ـ يعني السفن مرت مرا (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) ـ ٤ ـ يعنى «أربعة» (٢) من الملائكة جبريل ، وميكائيل ، «وإسرافيل» (٣) وملك الموت يقسمون الأمر بين الخلائق ، وهم المدبرات أمرا بأمره فى بلاده وعباده فأقسم الله ـ تعالى ـ بهؤلاء الآيات (إِنَّما تُوعَدُونَ) يعنى إن الذي توعدون من أمر الساعة (لَصادِقٌ) ـ ٥ ـ يعنى لحق (وَ) أقسم بهن أيضا (إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) ـ ٦ ـ يعنى إن الحساب لكائن (وَ) أقسم ب (السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) ـ ٧ ـ يعنى مثل الطرائق التي تكون فى الرمل من الريح ، ومثل الماء تصيبه الريح فيركب بعضه بعضا.

حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : قال أبو صالح : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) الخلق الحسن (إِنَّكُمْ) يا أهل مكة (لَفِي قَوْلٍ) يعنى القرآن (مُخْتَلِفٍ) ـ ٨ ـ شك يؤمن به بعضكم ويكفر به بعضكم (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) ـ ٩ ـ

__________________

(١) فى أ : «أذرت» ، وفى ف : «ذرت».

(٢) «أربعة» : كذا فى أ ، ف.

(٣) «وإسرافيل» : من ف ، وليست في أ.

١٢٧

يعنى عن الإيمان بالقرآن ، يعنى يصرف عن القرآن من كذب به يعنى الخراصين يقول الكذابون الذين يخرصون الكذب.

(قُتِلَ) يعنى لعن (الْخَرَّاصُونَ) ـ ١٠ ـ نظيرها فى النحل ، وكانوا سبعة عشر رجلا فقال لهم الوليد بن المغيرة المخزومي : لينطلق كل أربعة منكم أيام الموسم فليجلسوا على طريق ليصدوا الناس عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وتخرصهم ، أنهم قالوا للناس ، إنه ساحر ، ومجنون ، وشاعر ، وكاهن ، وكذاب. وبقي الوليد بمكة يصدقهم بما يقولون ، ثم نعتهم فقال : (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) ـ ١١ ـ يعنى فى غفلة لاهون عن أمر الله ـ تعالى ـ (يَسْئَلُونَ) النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (أَيَّانَ) يقول متى (يَوْمُ الدِّينِ) ـ ١٢ ـ يعنى يوم الحساب ، فقالوا : يا محمد ، وهم الخراصون متى يكون الذي تعدنا به تكذيبا به ، من أمر الحساب ، فأخبر الله ـ عزوجل ـ عن ذلك اليوم فقال : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) ـ ١٣ ـ يعنى يعذبون ، يحرقون ، كقوله [١٧٠ ب] : (... إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ..) (١) وقال لهم خزنتها : (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ) يعنى عذابكم (هذَا) العذاب (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) ـ ١٤ ـ فى الدنيا استهزاء به وتكذيبا بأنه غير نازل بنا ، لقولهم فى الدنيا للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ متى هذا الوعد الذي تعدنا به (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) ـ ١٥ ـ يعنى بساتين وأنهار جارية (آخِذِينَ) فى الآخرة (ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) يعنى ما أعطاهم ربهم من الخير والكرامة فى الجنة ثم أثنى عليهم فقال : (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ) الثواب فى الدنيا (مُحْسِنِينَ) ـ ١٦ ـ فى أعمالهم ، ثم قال : إنهم

__________________

(١) سورة البروج : ١٠.

١٢٨

(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) (١) ـ ١٧ ـ ما ينامون (وَبِالْأَسْحارِ) يعنى آخر الليل (هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ـ ١٨ ـ يعنى يصلون (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ) يعنى المسكين (وَالْمَحْرُومِ) ـ ١٩ ـ الفقير الذي لا سهم له ، ولم يجعل الله للفقراء سهما فى الفيء ولا فى الخمس «فمن سمى الفقير المحروم» (٢) لأن الله حرمهم نصيبهم ، فلما نزلت براءة بدأ الله بهم فقال ـ تعالى ـ (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ ...) (٣) فبدأ بهم ، فنسخت (٤) هذه الآية (الْمَحْرُومِ) ثم قال : (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ) ـ ٢٠ ـ يعنى ما فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار والنبت عاما بعام ففي هذا كله «آيات» يعنى عبرة «للموقنين» بالرب ـ تعالى ـ لتعرفوا صنعه «فتوحدوه» (٥) (وَفِي) خلق (أَنْفُسِكُمْ) حين كنتم نطفة ، ثم علفة ، ثم مضغة ، ثم عظاما ، ثم لحما ، ثم ينفخ فيه الروح ، ففي هذا كله آية (أَفَلا) يعنى أفهلا (تُبْصِرُونَ) ـ ٢١ ـ قدرة الرب ـ تعالى ـ أن الذي خلقكم قادر على أن يبعثكم كما خلقكم ، ثم قال (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) يعنى المطر (وَما تُوعَدُونَ) ـ ٢٢ ـ من أمر الساعة ، ثم أقسم الرب ـ تعالى ـ بنفسه فقال : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ) يعنى لكائن يعنى أمر الساعة (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) ـ ٢٣ ـ يعنى تتكلمون ، (هَلْ أَتاكَ) يعنى قد أتاك يا محمد (حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) ـ ٢٤ ـ يعنى جبريل وميكائيل ، وملك آخر أكرمهم إبراهيم وأحسن القيام ، ورأى هيئتهم

__________________

(١) (مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) : ساقطة من أ.

(٢) وردت فى أ ، ف : «فمن ثم سموا الفقير المحروم» والأنسب ما ذكرت.

(٣) سورة التوبة : ٦٠.

(٤) أطلق النسخ بمعناه اللغوي وهو مجرد التغيير وليس بمعناه الأصولى ، وهو رفع الشارع حكما شرعيا سابقا بحكم شرعي لاحق.

(٥) فى أ : «فتوحدونه».

تفسير مقائل ج ٤ ـ م ٩

١٢٩

حسنة ، وكان لا يقوم على رأس ضيف قبل هؤلاء ، فقام هو وامرأته سارة لخدمتهم فسلمت الملائكة على إبراهيم ، («إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) (١) (» فَقالُوا سَلاماً) فرد عليهم إبراهيم ف (قالَ سَلامٌ) ثم قال : (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) ـ ٢٥ ـ يقول أنكرهم إبراهيم ـ صلّى الله عليه ـ وظن أنهم من الإنس (فَراغَ) يعنى فمال (إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ) إليهم (بِعِجْلٍ سَمِينٍ) ـ ٢٦ ـ (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) وهو مشوى و (قالَ) إبراهيم : (أَلا تَأْكُلُونَ) ـ ٢٧ ـ فقالوا : يا إبراهيم. لا تأكل إلا بالثمن. قال إبراهيم : كلوا وأعطوا الثمن. فقالوا : وما ثمنه؟ قال : إذا أكلتم فقولوا بسم الله ، وإذا فرغتم فقولوا [١٧٠ مكرر (٢)] : الحمد لله. فعجبت الملائكة لقوله فلما رأى إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ أيدى الملائكة لا تصل إلى العجل («فَأَوْجَسَ) (٣) (» مِنْهُمْ خِيفَةً) فخاف وأخذته الرعدة وضحكت امرأته سارة وهي قائمة ، من رعدة إبراهيم ، وقالت فى نفسها : إبراهيم معه أهله وولده وخدمه وهؤلاء ثلاثة نفر ، فقال جبريل ـ صلّى الله عليه ـ لسارة : أيتها الصالحة ، إنك ستلدين غلاما ، فذلك قوله : («قالُوا لا تَخَفْ) (٤) (» وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ) يعنى إسحاق (عَلِيمٍ) ـ ٢٨ ـ يعنى حليم (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ) سارة (فِي صَرَّةٍ) يعنى فى صيحة ، وقالت : أوه يا عجباه (فَصَكَّتْ وَجْهَها) يعنى فضربت بيدها جبينها أو خدها تعجبا (وَقالَتْ عَجُوزٌ) من الكبر (عَقِيمٌ) ـ ٢٩ ـ من الولد (قالُوا) (٥) قال جبريل ـ صلّى الله عليه ـ : (كَذلِكَ) يعنى هكذا

__________________

(١) (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) : ساقطة من أ.

(٢) هذه ورقة رقمها ١٧٠ وما قبلها رقمها ١٧٠ فتكرر الرقم مرتين فى ورقتين متجاورتين.

(٣) فى أ : «أوجس» ، وفى حاشية أ : الآية «فأوجس».

(٤) (قالُوا لا تَخَفْ) : ساقطة من أ.

(٥) فى أ : «قال».

١٣٠

(قالَ رَبُّكِ) ستلدين غلاما (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ) حكم أمر الولد فى بطن سارة (الْعَلِيمُ) ـ ٣٠ ـ بخلقه فلما رأى إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ أنهم الملائكة (قالَ) لهم : (فَما خَطْبُكُمْ) يعنى ما أمركم (أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) ـ ٣١ ـ (قالُوا) (١) قال جبريل ـ صلّى الله عليه ـ : (إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) ـ ٣٢ ـ يعنى كفارا ظلمة يعنون قوم لوط (لِنُرْسِلَ) يعنى لكي نرسل (عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ) ـ ٣٣ ـ «خلطة» (٢) الحجارة ، الطين ملزق بالحجر (مُسَوَّمَةً) يعنى معلمة (عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) ـ ٣٤ ـ يعنى المشركين والشرك أسرف الذنوب وأعظمها (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها) يعنى فى قرية لوط (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٣٥ ـ يعنى المصدقين بتوحيد الله ـ تعالى ـ (فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ـ ٣٦ ـ يعنى المخلصين فهو لوط وابنتيه ريثا الكبرى «زعوتا» (٣) الصغرى (وَتَرَكْنا فِيها آيَةً) يعنى عبرة لمن بعدهم (لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ) ـ ٣٧ ـ يعنى الوجيع نظيرها فى هود (٤) (وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) ـ ٣٨ ـ يعنى بحجة بينة واضحة وهي اليد والعصا (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ) يعنى فأعرض فرعون عن الحق بميله يعنى عن الإيمان حين قال : (... ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما «أَرى») (٥) (وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) (٦) (وَقالَ) فرعون

__________________

(١) فى أ : «قال» ، وفى حاشية أ : الآية «قالوا».

(٢) فى أ : «خلط» ، وفى ف : «خلطة».

(٣) فى أ : «زعرتا» ، وفى ف : «رعوثا».

(٤) سورة هود : ٢٦ وتمامها : (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ).

(٥) فى أ : (أَرى ...) إلى آخر الآية.

(٦) سورة غافر : ٢٩.

١٣١

«لموسى» (١) ـ عليه‌السلام ـ هو (ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) ـ ٣٩ ـ يقول الله ـ تعالى ـ : (فَأَخَذْناهُ) يعنى فرعون (وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ) يعنى فى نهر مصر النيل فأغرقوا أجمعين ، ثم قال «لفرعون» (٢) : (وَهُوَ مُلِيمٌ) ـ ٤٠ ـ يعنى مذنب يقول استلام إلى ربه (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ) باليمن (الرِّيحَ الْعَقِيمَ) ـ ٤١ ـ التي تهلك ولا تلقح الشجر ولا تثير السحاب وهي عذاب على من أرسلت عليه ، يقول الله ـ تعالى ـ : (ما تَذَرُ) تلك الريح (مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ) من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم (إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) ـ ٤٢ ـ [١٧٠ ب مكرر] (٣) يقول إلا جعلته باليا كالتراب بعد ما كانوا مثل نخل منقعر صاروا رميما (وَفِي ثَمُودَ) آية (إِذْ قِيلَ) (٤) (لَهُمْ) قال لهم نبيهم صالح : (تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) ـ ٤٣ ـ يعنى إلى آجالكم (فَعَتَوْا) يقول فعصوا (عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) يعنى العذاب وهو الموت من صيحة جبريل ـ صلّى الله عليه ـ (وَهُمْ يَنْظُرُونَ) ـ ٤٤ ـ (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ) يعنى أن يقوموا للعذاب حين غشيهم (وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) ـ ٤٥ ـ يعنى ممتنعين من العذاب حين أهلكوا (وَ) فى (قَوْمَ نُوحٍ) آية (مِنْ قَبْلُ) هؤلاء الذين ذكر (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) ـ ٤٦ ـ يعنى عاصين (وَ) فى (السَّماءَ) آية (بَنَيْناها بِأَيْدٍ) يعنى بقوة (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) ـ ٤٧ ـ يعنى نحن قادرون على أن نوسعها كما نريد (وَ) فى (الْأَرْضَ) آية (فَرَشْناها)

__________________

(١) اللام هنا بمعنى «عن».

(٢) اللام هنا بمعنى عن ، أى عن فرعون.

(٣) ورقة [١٧٠] تكررت مرتين فالسابقة ١٧٠ ، وهذه ١٧٠.

(٤) فى أ : «إذ قال» ، وفى حاشية أ : الآية «قيل».

١٣٢

مسيرة خمسمائة عام فى خمسمائة عام من تحت الكعبة (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) ـ ٤٨ ـ يعنى الرب ـ تعالى ـ نفسه (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) يعنى صنفين يعنى الليل والنهار ، والدنيا والآخرة ، والشمس والقمر ، والبر والبحر ، والشتاء والصيف ، والبرد والحر ، والسهل والجبل ، والسبخة والعذبة (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ـ ٤٩ ـ فيما خلق أنه ليس له عدل ولا مثيل ، فتوحدونه (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) من ذنوبكم (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ـ ٥٠ ـ (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) فإن فعلتم ف (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ) يعنى من عذابه (مُبِينٌ) ـ ٥١ ـ فردوا عليه إنك ساحر مجنون ، يقول الله ـ تعالى ـ (كَذلِكَ) يعنى هكذا (ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى الأمم الخالية (مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا) لرسولهم هو (ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) ـ ٥٢ ـ كقول كفار مكة لمحمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول الله : (أَتَواصَوْا بِهِ)؟ يقول أوصى الأول الآخر أن يقولوا ذلك لرسلهم ، ثم قال : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) ـ ٥٣ ـ يعنى عاصين (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) يعنى فأعرض عنهم ، فقد بلغت وأعذرت (فَما أَنْتَ) يا محمد (بِمَلُومٍ) ـ ٥٤ ـ يقول فلا تلام ، فحزن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مخافة أن ينزل بهم العذاب فأنزل الله ـ تعالى ـ (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٥٥ ـ فوعظ كفار مكة بوعيد القرآن فقال : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ـ ٥٦ ـ يعنى إلا ليوحدون ، وقالوا : إلا ليعرفون يعنى ما أمرتهم إلا بالعبادة ولو أنهم خلقوا للعبادة. ما عصوا طرفة عين.

حدّثنا عبد الله قال : حدّثنى أبى عن أبى صالح ، قال : «إلا ليوحدون» ، قال أبو صالح : الأمر يعصى والخلق لا يعصى [١٧١ أ].

١٣٣

قال أبو العباس الزيات : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، سئل عن هذه الآية : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) قال ليعبدني من عبدني منهم (ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ) يقول لم أسألهم أن يرزقوا أحدا (وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) ـ ٥٧ ـ يعنى أن يرزقون (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ) يعنى البطش فى هلاكهم ببدر (الْمَتِينُ) ـ ٥٨ ـ يعنى الشديد (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) يعنى مشركي مكة (ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ) يعنى نصيبا من العذاب فى الدنيا ، مثل نصيب أصحابهم فى الشرك يعنى الأمم الخالية الذين عذبوا فى الدنيا (فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) ـ ٥٩ ـ العذاب تكذيبا به (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى كفار مكة (مِنْ يَوْمِهِمُ) فى الآخرة (الَّذِي) فيه (يُوعَدُونَ) ـ ٦٠ ـ العذاب.

١٣٤

سورة الطّور

١٣٥
١٣٦

(٥٣) سورة الطور مكية

وآياتها تسع وأربعون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦)

١٣٧

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (٢١) وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢) يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ (٢٣) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٥) قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨) فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ

١٣٨

أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٣) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٧) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (٤٩))

١٣٩
١٤٠