تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) يقول : يقيمون فيها لا يموتون ، ثم قال : (أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) ـ ٦ ـ يعنى شر الخليقة من أهل الأرض ، ثم ذكر مستقر من صدق بالنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ـ ٧ ـ يعنى خير الخليقة من أهل الأرض (جَزاؤُهُمْ) يعنى ثوابهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فى الآخرة (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) لا يموتون (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بالطاعة (وَرَضُوا عَنْهُ) بالثواب (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) ـ ٨ ـ فى الدنيا وكل شيء خلق من التراب فإنه يسمى البرية.

٧٨١
٧٨٢

سورة الزّلزلة

٧٨٣
٧٨٤

(٩٩) سورة الزلزلة مدنية

وآياتها ثمان

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨))

تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٥٠.

٧٨٥
٧٨٦

[سورة الزلزلة (١)]

سورة الزلزلة مكية عددها «ثماني (٢)» آيات كوفى (٣).

__________________

(١) معظم مقصود السورة :

بيان أحوال القيامة وأهوالها ، وذكر جزاء الطاعة ، وعقوبة المعصية ، وذكر وزن الأعمال فى ميزان العدل فى قوله : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) سورة الزلزلة : ٧ ـ ٨.

(٢) فى أ ، ف : «ثمان».

(٣) فى المصحف : (٩٩) سورة الزلزلة مدنية وآياتها (٨) نزلت بعد سورة النساء.

٧٨٧
٧٨٨

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

قوله : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) ـ ١ ـ يقول تزلزلت يوم القيامة من شدة صوت إسرافيل ـ عليه‌السلام ـ يعنى تحركت ، فتفطرت حتى تكسر كل شيء عليها بزلزالها من شدة الزلزلة ، ولا تسكن حتى تلقى ما على ظهرها من جبل ، أو بناء ، أو شجر ، فيدخل فيها كل شيء خرج منها ، «وزلزلت (١)» الدنيا فلا تلبث حتى تسكن (٢) ، (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) ـ ٢ ـ يقول «تحركت (٣)» فاضطربت ، وأخرجت ما فى جوفها من الناس ، والدواب ، والجن ، وما عليها من الشياطين ، فصارت خالية ليس فيها شيء ، وتبسط الأرض جديدة بيضاء (٤) [٢٤٧ أ] كأنها الفضة ، أو كأنها خامة ولها شعاع كشعاع الشمس ، لم يعمل عليها ذنب ، ولم «يهرق (٥)» فيها الدماء وذلك «أنه (٦)» إذا جاءت النفخة الأولى ، «يموت (٧)» الخلق كلهم ، «ثم تجيء النفخة الثانية (٨)».

__________________

(١) فى ف : «وزلزلة» ، وفى أ : «وزلزلت».

(٢) كذا فى ف : والجملة ناقصة من (أ)

(٣) فى أ ، ف : «تحركة».

(٤) السورة بها أخطاء كثيرة فى (أ) ومعظم اعتمادي على (ف) ، فى هذه السورة.

(٥) فى أ : «يهرق» ، وفى ف : «يهراق».

(٦) فى أ ، ف : «أنها».

(٧) فى أ ، ف : «قيمون».

(٨) فى أ : «ثم النفخة الثانية تجيء» ، وفى ف : «ثم تجيء النفخة الثانية».

٧٨٩

فأما الأولى فينادى من تحت العرش من فوق السماء السابعة ، وأما الأخرى فمن بيت المقدس ، «يقعد إسرافيل على صخرة بيت المقدس (١)» فيقول : أيتها العظام البالية ، والعروق المتقطعة ، واللحوم المتمزقة اخرجوا إلى فصل القضاء ، لتجازوا بأعمالكم ، قال : فيخرجون من قبورهم إلى الأرض الجديدة ، وتسمى الساهرة ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : «فإذا هم بالساهرة» (٢) ، وأيضا (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) أخرجت ما فيها من الموتى والأموال.

(وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) (٣) ـ ٣ ـ قال الكافر جزعا ما لها تنطق بما عمل عليها ، (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) ـ ٤ ـ يقول تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شر ، تقول الأرض وحد الله على ظهري ، وصلى على ، وصام ، وحج ، واعتمر ، وجاهد ، وأطاع ربه ، فيفرح المؤمن. بذلك وتقول للكافر أشرك على ظهري ، وزنى ، وسرق ، وشرب الخمر ، وفعل ، وفعل ، فتوبخه فى وجهه ، وتشهد عليه أيضا الجوارح ، والحفظة من الملائكة ، مع علم الله ـ عزوجل ـ فيه ، وذلك اخزى العظيم ، فلما سمع الإنسان المكذب عمله قال جزعا : (ما لَها) يعنى للأرض تحدث بما عمل عليها ، فذلك قوله : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) فى التقديم ، يقول له : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) يقول تشهد على أهلها بما عملوا عليها من خير أو شر ، فلما سمع الكافر «يومئذ». قال : ما لها تنطق؟ قال الملك الذي كان موكلا به فى الدنيا يكتب حسناته وسيئاته ، قال : هذا

__________________

(١) «يقعد إسرائيل على صخرة بيت المقدس» : من ف ، وليست فى أ.

(٢) سورة النازعات : ١٤.

(٣) فى أ ، ف ، ل ، ذكرت الآية (٣) فى غير موضعها ولم يذكر تفسيرها ، وقد تصديته من كلام فى سياق تفسير الآية (٤)

٧٩٠

الكلام الذي تسمع «إنما (١)» شهدت على أهلها (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) ـ ٥ ـ (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) يعنى الكافر ، يقول : يوحى الله إليها بأن تحدث أخبارها ، وأيضا أن ربك أوحى لها بالكلام ، فذلك قوله : (أَوْحى لَها) ، (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ) (٢) (» أَشْتاتاً) يعنى يرجع الناس من بعد العرض والحساب إلى منازلهم من الجنة والنار متفرقين ، كقوله : «... يومئذ يصدعون» (٣) يعنى يتفرقون فريق فى الجنة وفريق فى السعير.

(وذكر فيما تقدم (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) ثم ذكر هنا أن الناس أخرجوا (٤)) (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) ـ ٦ ـ الخير والشر ، يعنى لكي يعاينوا أعمالهم ، وأيضا (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) يقول «انتصف (٥)» الناس فريقين والأشتات الذين لا يلتقون أبدا ، قال ليروا أعمالهم ، ثم قال : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) ـ ٧ ـ يقول من يعمل فى الدنيا مثقال ذرة ، يعنى وزن نملة أصغر النمل الأحمر التي لا تكاد نراها من صغرها ، خيرا فى التقديم [٢٤٧ ب] يره يومئذ : يوم القيامة فى كتابه أيضا («فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ» وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ـ ٨ ـ فى صحيفته ، وذلك أن العرب كانوا لا يتصدقون

__________________

(١) فى أ : «أنها» ، ل : «أنما» ، وعموما فهناك اضطراب فى جميع الفسخ وأنا أتخير الصواب تخيرا.

(٢) (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ) ساقطة من أ ، ل ، وهي من ف.

(٣) سورة الروم : ٤٣.

(٤) فى أ ، ف ، ل : «ثم قال فى التقديم (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) يقول أخرجوا» ، والعبارة بها خطأ معنوى ، صوابه ما أثبت.

(٥) فى ف : «تتصرف» ، وفى ل : «تتصدر» ، وفى أ : «انتصف».

٧٩١

بالشيء القليل ، وكانوا لا يرون بالذنب الصغير بأسا ، فزهدهم الله ـ عزوجل ـ فى الذنب الحقير ، ورغبهم فى الصدقة «القليلة (١)» ، فقال : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فى كتابه والذرة أصغر النمل وهي النملة الصغيرة ، وأيضا فمن يعمل فى الدنيا مثقال ذرة ـ قدر نملة شرا يره يوم القيامة فى كتابه ، نزلت فى رجلين بالمدينة ، كان أحدهما إذا أتاه السائل «يستقل (٢)» أن يعطيه الكسرة أو التمرة ، ويقول ما هذا بشيء إنما نؤجر على «ما نعطى ونحن نحبه (٣)».

وقد قال الله ـ عزوجل ـ : «ويطعمون الطعام على حبه ...» (٤) فيقول ليس هذا مما يحب ، فيستقل ذلك ويرى أنه لا يؤجر عليه ، فيرد المسكين صفرا ، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير : الكذبة ، والنظرة ، والغيبة ، وأشباه ذلك ، ويقول ليس على من فعل هذا شيء إنما وعد الله النار أهل الكبائر. فأنزل الله ـ عزوجل ـ يرغبهم فى القليل من الخير أن يعطوه لله فإنه يوشك أن «يكثر ويحذرهم اليسير من الشر فإنه يوشك أن يكثر (٥)» فالذنب الصغير فى عين صاحبه يوم القيامة أعظم من الجبال الرواسي ، ولجميع محاسنه التي عملها فى دار الدنيا أصغر فى عينه من حسنة واحدة.

__________________

(١) فى أ : «القليل» ، وفى ف : «القليلة».

(٢) فى أ : «فيستقل».

(٣) فى أ : «على ما نظر ونخرجه» ، وفى ف : «على ما نعطى ونحن نحبه».

(٤) سورة الإنسان : ٨.

(٥) من «يكثر» إلى «يكثر» : ساقط من أ ، وهو من ف.

٧٩٢

حدثنا عبد الله بن ثابت ، قال : حدثنا أبى ، قال : حدثنا الهذيل عن أبى روق فى قوله : «وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ...» (١) قال لمن جاء بشرائع الإسلام فله الجنة «وعدلا» على أهل التكذيب فلهم النار.

أسماء من دفن بالبصرة (٢) من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، ورحمة الله عليهم ، عمران بن حصين ، وطلحة ، والزبير ، وزيد بن صوحان ، وأنس بن مالك.

أسماء من حفظ القرآن من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، أبو الدرداء ، وابن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وأبى بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد.

قال مقاتل ـ رحمه‌الله ـ : شعيب بن نويب بن مدين بن إبراهيم ، أيوب بن تارح بن عيصو داود بن أشى بن عويذ بن قارص بن يهوذا بن يعقوب ، إسحاق بن إبراهيم ، هود وهو عابر صالح بن أرفحشد بن سام بن نوح إبراهيم اسمه إبرخيم ، وفى الإنجيل أبو الأمم ، لوط بن حران بن آزر وهو ابن أخى إبراهيم ، وسميت حران به

__________________

(١) سورة الأنعام : ١١٥.

(٢) فى أ ، وليست فى ف ، ولا فى ل هنا ، وإن كانت فى ل فى مكان آخر.

٧٩٣

سارة أخت لوط بنت حران أخى إبراهيم وهي امرأته ،

قال مقاتل : الحسن عشرة أجزاء خمسة لحواء ، وثلاثة لسارة ، وواحد ليوسف ، وواحد لسائر الناس.

حدثنا عبد الله بن ثابت ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : حدثني المسيب بن شريك عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الله ابن عمرو بن العاص ، قال : «قالت (١)» الملائكة ، نحن المقربون منا حملة العرش ، ومنا الحفظة الكرام «الكاتبون (٢)».

جعلت الدنيا لبنى آدم يأكلون ويشربون ، ويفرحون فاجعل لنا الجنة ، فأوحى الله إليهم لا أجعل صالح ذرية من خلقته بيدي ، كمن قلت له كن فكان ، قال المسيب : ذلك فى كتاب الله ـ عزوجل ـ «أولئك (٣) هم خير البرية (٤)» يعنى الخليقة.

«حدثنا عبد الله (٥)» ، قال : حدثني أبى ، قال : قال الهذيل : حدثني خالد الحذاء عن شيبان ، عن بشر بن سعاف ، عن عبد الله بن سلام ، قال : إن الله ـ عزوجل ـ لم يخلق خلقا أكرم عليه من آدم ـ عليه‌السلام ـ. قال : فقلت : ولا من جبريل ، وميكائيل ، ـ عليهما‌السلام ـ. فقال : نعم ، إنما هم قوم محمولون على شيء كالشمس والقمر ، وحديث آخر أن المسجود له أكرم على الله ـ عزوجل ـ من الساجد.

__________________

(١) «قالت» : من أ ، ف.

(٢) فى أ : «الكاتبين» ، وفى ف : «الكاتبون».

(٣) القصة فى أ ، ف.

(٤) سورة البينة : ٧.

(٥) «حدثنا عبد الله» : من أ ، وليست فى ف.

٧٩٤

سورة العاديات

٧٩٥
٧٩٦

(١٠٠) سورة العاديات مكية

وآياتها إحدى عشرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١))

٧٩٧
٧٩٨

[سورة العاديات (١)]

سورة العاديات مكية عددها «إحدى عشرة (٢)» آية كوفى (٣) :

__________________

(١) معظم مقصود السورة :

بيان شرف الغزاة فى سبيل الرحمن ، وذكر كفران الإنسان ، والخبر عن اطلاع الملك الديان ، على الإسرار والإعلان ، وذم محبة ما هو فان ، والخبر عن إحياء الأموات بالأجساد والأبدان ، وأنه ـ تعالى ـ خبير بما للخلق من الطاعة والعصيان.

(٢) فى أ : «أحد عشرة».

(٣) فى المصحف : (١٠٠) سورة العاديات مكية وآياتها (١١) نزلت بعد سورة العصر.

٧٩٩
٨٠٠