تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧

سورة الفيل

٨٤١
٨٤٢

(١٠٥) سورة الفيل مكية

وآياتها خمس

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥))

٨٤٣
٨٤٤

[سورة الفيل (١)]

سورة الفيل مكية عددها خمس آيات كوفى (٢).

__________________

(١) معظم مقصود السورة :

بيان جزاء الأجانب ومكرهم ، ورد كيدهم فى نحرهم ، وتسليط أنواع العقوبة على العصاة والمجرمين ، وسوء عاقبتهم بعد حين فى قوله : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) سورة الفيل : ٥.

(٢) فى المصحف : (١٠٥) سورة الفيل مكية وآياتها (٥) نزلت بعد سورة الكافرين.

٨٤٥
٨٤٦

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(أَلَمْ تَرَ) ألم تعلم يا محمد (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ـ ١ ـ يعنى أبرهة بن الأشرم اليماني ، وأصحابه ، وذلك أنه كان بعث أبا يكسوم بن أبرهة اليماني الحبشي وهو ابنه ، فى جيش كثيف إلى مكة ومعهم الفيل ليخرب البيت الحرام ، ويجعل الفيل مكان البيت بمكة ، ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة ، وأمره أن يقتل من حال بينه وبين ذلك ، فسار أبو يكسوم بمن معه حتى نزل «بالمعمّس (١)» وهو واد دون الحرم بشيء يسير ، فلما أرادوا أن يسوقوا الفيل إلى مكة لم يدخل الفيل الحرم ، وبرك ، فأمر أبو يكسوم أن يسقوه الخمر ، فسقوه الخمر «ويردونه (٢)» [٢٥١ ب] فى سياقه ، فلما أرادوا أن يسوقوه برك الثانية ، ولم يقم ، وكلما خلوا سبيله ولى راجعا إلى الوجه الذي جاء منه يهرول ، ففزعوا من ذلك وانصرفوا عامهم ذلك ، فلما أن كان بعده بسنة أو «بسنتين (٣)» خرج قوم من قريش فى تجارة إلى أرض النجاشي ، حتى دنوا من ساحل البحر فى «سند (٤)» حقف من أحقافها ببيعة النصارى وتسميها قريش الهيكل ، ويسميها النجاشي وأهله أرضة «ما سر حسان (٥)»

__________________

(١) فى أ : «بالمعميس» ، وفى ف : «بالمعمص».

(٢) فى أ : «ويودوا أنه» ، وفى ف : «ويردونه».

(٣) فى أ : «سنتين» ، وفى ف : «بسنتين».

(٤) فى أ : «سند» ، وفى ف : «سد».

(٥) فى أ : «مايس» ، وفى ف : «ناصر حسان» ، وفى ل : «ماسرحسان».

٨٤٧

«فنزل (١)» القوم فى سندها فجمعوا حطبا فأوقدوا نارا ، وشووا لحما ، فلما أرادوا أن يرتحلوا تركوا النار ، كما هي في يوم عاصف ، فعجبت الريح «واضطرم الهيكل نارا (٢)» فانطلق الصريخ إلى النجاشي وجاءه الخبر «فأسف (٣)» عند ذلك غضبا للبيعة وسمعت بذلك ملوك العرب الذين هم بحضرته ، فأتوا النجاشي منهم حجر بن شرحبيل ، وأبو يكسوم الكنديان ، وأبرهة بن الصباح الكندي ، فقالوا : أيها الملك ، لا تكاد ولا تغلب نحن مؤازرون لك على كعبة قريش التي بمكة ، فإنها فخرهم ومعتزهم على من بحضرتهم من العرب فننسف بناءها. ونبيح دماءها ، وننتهب أموالها ، «وتمنح (٤)» حفائرها من شئت من سوامك ، ونحن لك على ذلك مؤازرون فاعزم إذا شئت أو أحببت ، أيها الملك. فأرسل الملك الأسود بن مقصود ، فأمر عند ذلك بجنوده «من (٥)» «مزارعى (٦)» الأرض ، فأخرج كتائبه جماهير معهم الفيل ، واسمه محمود ، فسار بهم وبمن معه من ملوك العرب تلقاء مكة فى جحافل تضيق عليهم الطرق ، فلما ساروا مروا بخيل لعبد المطلب ، جد النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، مسومة وإبل ، فاستاقها ، فركب الراعي فرسا له أعوجيا (٧) كان يعده لعبد المطلب فأمعن فى السير حتى دخل مكة ، فصعد إلى الصفا فوقى عليه ، ثم نادى بصوت رفيع : يا صباحاه ، يا صباحاه أتتكم السودان معها فيلها ، يريدون أن يهدموا كعبتكم ، ويدعوا عزكم ، ويبيحوا

__________________

(١) فى أ : «فساروا فتزل» ، وفى ل ، ف : «فتزل».

(٢) «واضطرم الهيكل نارا» : من أ ، وفى ف : «واضطرمت الهيكل نار».

(٣) فى أ : «فأشعف» ، وفى ف : «فأسف».

(٤) فى أ : «ويمنح» ، وفى ف : «ويمح».

(٥) فى أ : «من» ، وفى ف «ومن».

(٦) فى أ ، ف : «مزارع» ، والأنسب : «مزارعى».

(٧) فى أ : «أعواجا» ، وفى ف : «أعوجيا».

٨٤٨

دماءكم ، وينتهبوا أموالكم ، ويستأصلوا بيضتكم ، فالنجاء النجاء. ثم قصد إلى عبد المطلب ، فأخبره بالأمر كله ، فركب عبد المطلب فرسه ، ثم أمعن جادا فى السير حتى هجم على عسكر القوم ، فاستفتح له أبرهة بن الصباح ، وحجر بن شراحيل ، وكانا خلين فقالا : لعبد المطلب ارجع إلى قومك ، فأخبرهم وأنذرهم أن هذا قد جاءكم «حميا أتيا (١)» فقال عبد المطلب : واللات ، والعزى ، لا أرجع حتى أرجع معى بخيلي ، ولقاحى ، فلما عرفا أنه غير راجع [٢٥٢ أ] ونازع عن قوله قصدا به إلى النجاشي ، فقالا : كهيئة المستهزئين يستهزئان به : أيها الملك ، اردد عليه أبله وخيله فإنما هو وقومه لك بالغداة ، فأمر بردها. فقال عبدالمطلب للنجاشي : «هل لك (٢)» إلى أن أعطيك أهلى ومالي ، وأهل قومي ، وأموالهم ، «ولقاحهم (٣)» على أن تنصرف عن كعبة الله؟ قال : لا. فسار عبد المطلب بإبله وخيله حتى أحرزها ، ونزل النجاشي ذا المجاز ، «موضع (٤)» سوق الجاهلية ، ومعه من العدد والعدة كثير ، وانذعرت قريش وأعروا مكة «فلحقوا (٥)» بجبل حراء وثبير وما بينها من الجبال ، وقال عبد المطلب لقريش : واللات ، والعزى ، لا أبرح البيت حتى يقضى الله قضاءه ، فقد نبأنى أجدادى أن للكعبة ربا يمنعها ، ولن تغلب النصرانية ، وهذه الجنود جنود الله ، وبمكة يومئذ أبو مسعود الثقفي جد المختار ، وكان مكفوف البصر ، «يقيظ (٦)» بالطائف ، ويشتو بمكة ، وكان

__________________

(١) «حميا أتيا» : كذا فى أ ، ف ، ل. والمراد : «شجاعا قويا».

(٢) فى أ : «هلك».

(٣) فى أ : «وأباحهم» ، وفى ف : «ولقاحهم».

(٤) «موضع» : من ف ، وليست فى أ.

(٥) فى أ : «ونحفوا» ، وفى ف : «فلحقوا».

(٦) فى أ : «يقبض» ، وفى ف : «يقيظ» ، والمعنى : يقضى فصل الصيف والقيظ.

تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٥٤

٨٤٩

رجلا نبيلا ، «تستقيم (١)» الأمور برأيه ، وهو أول فاتق ، وأول راتق ، وكان خلا لعبد المطلب ، فقال له عبد المطلب : يا أبا مسعود ، ماذا عندك هذا يوم لا يستغنى عن رأيك ، قال له أبو مسعود : اصعد بنا الجبل حتى نتمكن فيه ، فصعدا الجبل فتمكنا فيه ، فقال أبو مسعود لعبد المطلب : اعمد إلى ما ترى من إبلك فاجعلها حرما لله ، وقلدها نعالا ، ثم أرسلها فى حرم الله ، فلعل بعض هؤلاء السودان أن «يعقروها (٢)» ، فيغضب رب هذا البيت ، فيأخذهم عند غضبه. ففعل ذلك عبد المطلب فعمد القوم إلى تلك الإبل فحملوا عليها وعقروا بعضها ، فقال عبد المطلب عند ذلك ـ وهو يبكى ـ :

يا رب إن العبد يمنع رح

له فامنع حلالك

«لا يغلبن (٣)» صليبهم ومحا

لهم عدوا محالك

«فإن كنت (٤) تاركهم» وكع

بتنا فأمر ما بدا لك

«فلم أسمع بأرجس من رجال

أرادوا (٥) ، العز فانتهكوا حرامك

ثم دعا عليهم فقال :

اللهم أخز الأسود بن مقصود.

الآخذ الهجمة بعد التقليد.

قبلها إلى طماطم سود.

__________________

(١) فى أ : «تستقسم» ، وفى ف : «تستقيم».

(٢) فى أ ، ف : «يعقرها».

(٣) فى أ : «لا تجعلن» ، وفى ف ، ل : «لا يغلبن».

(٤) «فإن كنت تاركهم» : من ل ، وفى أ ، ف : «فإن تتركهم».

(٥) من ف ، ل ، وفى أ : «فلم أسمع بأرجس من رجال أرادوا».

٨٥٠

بين ثبير فالبيد.

والمروتين والمشاعر السود.

ويهدم البيت الحرام «المصمود (١)».

قد أجمعوا ألا يكون لك عمود (٢)

«اخفرهم (٣)» ربى فأنت محمود

[٢٥٣ أ] فقال أبو مسعود : إن لهذا البيت ربا يمنعه منعة عظيمة ونحن له «فلا ندري (٤)» ما منعه ، فقد «نزل (٥)» تبع ملك انيمن بصحن هذا البيت ، وأراد هدمه ، فمنعه الله عن ذلك ، وابتلاه «وأظلم (٦)» عليهم ثلاثة أيام ، فلما رأى ذلك تبع كساء الثياب البيض من «الشطرين (٧)» وعظمه ، «ونحر له جزرا (٨)» ثم قال أبو مسعود لعبد المطلب : انظر نحو البحر ما ترى؟ فقال : أرى طيرا بيضا قد انساب مع شاطى البحر. فقال : أرمقها ببصرك أين قرارها؟ قال : أراها قد «أزرت (٩)» على رءوسنا. فقال : هل تعرفها؟ قال : لا ، والله ، ما أعرفها

__________________

(١) المصمود : بمعنى المقصود من كل فج. قال الله ـ تعالى ـ : (اللهُ الصَّمَدُ) : سورة الإخلاص : ٢ ، أى المقصود فى الحوائج.

(٢) أى ألا يكون لك بيت تعبد فيه ، يرتفع على أعمدة. قال ـ تعالى ـ : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) ... سورة الرعد : ٢.

(٣) فى أ : «أحقرهم : أى اجعلهم حقراء» ، وفى ل : «أخفرهم أى خذهم يظلمهم ، يقال فلان لا يخفر ذمامه أى لا يعتدى على من أجاره ، فمعنى اخفرهم أى أزل أماتهم وأهلكهم».

(٤) فى أ : «فلا أدرى» ، وفى ف : «فلا ندري».

(٥) فى أ : «نزل به» ، وفى ف : «نزل».

(٦) فى أ : «فأظلم» ، وفى ف : «وأظلم».

(٧) فى أ : «من الشطرين» ، وفى ف : «من القنطوت» ، وفى ل : «القباطي».

(٨) فى ف : «ونحر جزرا» ، وفى أ : «ونحر له جرزا» ، أقول وهي مصحفة عن «جزرا».

(٩) فى أ : «أيدرت» ، وفى ف ، ل : «أزرت» ، والمعنى ارتفعت.

٨٥١

ما هي بنجدية ، ولا تهامية ، ولا غربية ، ولا شرقية ، ولا يمانية ، ولا شامية ، وإنها تطير بأرضنا غير مؤنسة. قال : ما قدرها؟ قال : أشباه اليعاسيب فى مناقيرها الحصى «كأنها (١)» حصى الخذف قد أقلبت ، وهي طيرا أبابيل (٢) يتبع بعضها بعضا أمام كل «رفقه (٣)» منها طائر يقودها أحمر المنقار ، أسود الرأس ، طويل العنق ، حتى إذا جازت بعسكر القوم ركدن فوق رءوسهم فلما توافتها «الرعال كلها (٤)» هالت الطير ما فى مناقيرها من الحجارة على من تحتها ، يقال إنه كان مكتوبا على كل حجر اسم صاحبه ، ثم إنها عادت راجعة من حيث جاءت. فقال أبو مسعود : لأمر ما هو كائن ، فلما أصبحا انحطا من ذروة الجبل إلى الأرض فمشيا ربوة أو ربوتين فلم يؤنسا أحدا ، ثم دنوا فمشيا ربوة أو ربوتين أيضا ، فلم يسمعا همسا. فقالا : عند ذلك بات القوم سامدين فأصبحوا نياما لا يسمع لهم ركزا ، وكانا قبل ذلك يسمعان صياحهم ، وجلبة فى أسواقهم ، فلما دنيا من عسكرهم ، فإذا هم خامدون ، يقع الحجر فى بيضة الرجل فيخرقها حتى يقع فى دماغه ، ويخرق الفيل والدابة حتى يغيب فى الأرض من شدة وقعه فعمد عبد المطلب فأخذ فأسا من فئوسهم فخفر حتى عمق فى الأرض وملأه من الذهب الأحمر والجوهر الجيد ، وحفر أيضا لصاحبه فملأه من الذهب والجوهر ، ثم قال لأبى مسعود : هات خاتمك ، واختر أيهما شئت ، خذ إن شئت حفرتي ، وإن شئت حفرتك ، وإن شئت فهما لك ، فقال أبو مسعود : اختر لي. فقال عبد المطلب : إنى لم أعل أجود المتاع فى حفرتي

__________________

(١) «كأنها» كذا فى أ ، ف ، ل : والأنسب «كأنه».

(٢) أى جماعات متتابعة.

(٣) «رفقة» : فى ف : «رقة» ، وفى أ : «رفقة» ، والمعنى جماعة مترافقة.

(٤) «الرعال» : كذا فى أ ، ف ، ل : والمعنى فلما تجمعت الطير فوق رءوس الرجال ولعل الرعال محرفة عن الرجال.

٨٥٢

وهي لك ، وجلس كل واحد منهما على حفرة صاحبه ، ونادى عبد المطلب فى الناس ، فتراجعوا فأصابوا من فضلهما حتى ضاقوا به ذرعا ، وساد عبد المطلب بذلك قريشا وأعطوه «المقادة (١)» فلم يزل عبد المطلب وأبو مسعود [٢٥٣ ب] وأهلوهما فى غنى من ذلك المال. ودفع الله ـ عزوجل ـ عن كعبته وقبلته وسلط عليهم جنودا لا قبل لهم بها ، وكان لهم بالمرصاد والأخذة الرابية ، وأنزل فيهم (أَلَمْ تَرَ) يعنى يخبر نبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) يعنى الأسود بن مقصود ، ومن معه من الجيش وملوك العرب ، ثم أخبر عنهم فقال : (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) ـ ٢ ـ «الذي (٢)» أرادوا ، من خراب الكعبة «واستباحة (٣)» أهلها ، (فِي تَضْلِيلٍ) يعنى خسار (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) ـ ٣ ـ يعنى متتابعة كلها تترى بعضها على أثر بعض (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) ـ ٤ ـ يعنى بحجارة خلطها الطين (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) ـ ٥ ـ فشبههم بورق الزرع المأكول يعنى البالي ، وكان أصحاب الفيل قبل مولد النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بأربعين سنة ، وهلكوا عند أدنى الحرم ، ولم يدخلوه قط.

قال عكرمة بن خالد :

«حبست (٤)» رب الجيش والأفيال

«وقد رعوا بمكة الأجبال (٥)»

«قد خشينا منهم القتال (٦)»

كل كريم ما جد بطال

__________________

(١) أى أصبح قائدا وزعيما لهم.

(٢) فى أ : «الذين» ، وفى ف : «الذي».

(٣) فى أ : «واستباح» ، وفى ف : «واستباحة».

(٤) «حبست» : من ف ، وفى أ : «خشعت».

(٥) «وقد وعوا بمكة الأجبال» من ف ، وفى أ : «وقد وعن لمكة الأجبال».

(٦) «قد خشينا منهم القتال» : من ف ، وفى أ : «قد خشبت لهمتهم القتال».

٨٥٣

يمشى يجر المجد والأذيال

ولا يبالى «حيلة (١)» المحتال

تركتهم ربى بشر حال

وقد لقوا أمرا له فعال

وقال صفوان بن أمية المخزومي :

يا واهب الحي الحلال الأحمس

وما لهم من «طارف (٢)» ومنفس

أنت العزيز ربنا لا تدنس

أنت حبست الفيل بالمعمس

حبست فإنه «هكروس (٣)» «وقال ابن أبى الصلت (٤) :

إن آيات ربنا بينات

لا يمارى بهن إلا الكفور

حابس الفيل بالمعمس حتى

ظل يحبو كأنه معقور

وأسقى حلقه الحراب كما

قطر من ضحر كبكب محدور

حوله من ملوك كندة فتيا

ن «ملاويث (٥)» فى الهياج صقور

حالفوه ثم «انذعروا (٦)» عنه

عظمه خلف ساقه مكسور

كل دين يوم القيامة عند الل

ه إلا دين الحنيفة بور

__________________

(١) فى أ : «حيلة» ، وفى ف : «جفة».

(٢) فى أ ، ف : «طارق» ، والأنسب ما أثبت. وهذا البيت من ف ، وأما فى أ : فقد ذكرته فى آخر كلام صفوان ، بينما أوردته ف فى أول شعره.

(٣) فى أ : «هكروس» ، وفى ف : «مكروس».

(٤) «وقال ابن أبى الصلت» : من أ ، وفى ف : «وقال أبو الصلت».

(٥) «ملاويث» : كذا فى ف ، ل ، والأبيات قد سقط معظمها فى أ.

(٦) فى أ : «انذعروا» ، وفى ف ، ل : «اندعروا».

٨٥٤

سورة قريش

٨٥٥
٨٥٦

(١٠٦) سورة قريش مكية

وآياتها أربع

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤))

٨٥٧
٨٥٨

[سورة قريش (١)]

سورة قريش مكية عددها أربع آيات (٢) :

__________________

(١) معظم مقصود السورة :

ذكر المنة على قريش ، وتحضيضهم على العبادة ، وشكر الإحسان ، ومعرفة قدر النعمة والعافية والأمان فى قوله (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) سورة قريش : ٤.

(٢) فى المصحف : (١٠٦) سورة قريش مكية وآياتها (٤) نزلت بعد سورة التين.

٨٥٩
٨٦٠