تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٤

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) وذلك أن السماء لم تكن تحرس فى الفترة ما بين عيسى إلى محمد ـ صلى الله عليهما ـ فلما بعث الله ـ عزوجل ـ محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حرمت السماء ، ورميت الشياطين بالشهب فقال : إبليس لقد حدث فى الأرض حدثا فاجتمعت الشياطين ، فقال لهم إبليس : ائتوني بما حدث فى الأرض من خبر ، قالوا : نبى بعث فى أرض تهامة (١) ، وكان فى أول ما بعث تسعة نفر جاءوا من اليمن ، «ركب (٢)» من الجن ، «ثم (٣)» من أهل نصيبين من أشراف الجن وساداتهم إلى أرض تهامة فساروا حتى بلغوا بطن نخلة ليلا فوجدوا النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قائما يصلى مع نفر من أصحابه وهو يقرأ القرآن فى صلاة الفجر (فَقالُوا) (٤) : فذلك قول الجن يعنى أولئك التسعة النفر يا قومنا ، (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) ـ ١ ـ يعنى عزيزا لا يوجد مثله (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) يقول يدعو إلى الهدى (فَآمَنَّا بِهِ) يعنى بالقرآن أنه من الله ـ تعالى ـ (وَلَنْ نُشْرِكَ) بعبادة ربنا (أَحَداً) ـ ٢ ـ من خلقه (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) ارتفع ذكره وعظمته «ما أتجذ» (صاحبة)

__________________

(١) فى أ : «أرض تهامة» ، وفى ف : «الأرض تهامة».

(٢) فى أ : «ركب» ، وفى ف : «ركبا».

(٣) «ثم» من ف ، وليست فى أ.

(٤) «فقالوا» : ساقط من أ ، ف.

(٥) فى أ ، «من أن يتخذ» ، وفى حاشية أ : (مَا اتَّخَذَ).

٤٦١

يعنى امرأة (وَلا وَلَداً) ـ ٣ ـ (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا) يعنى جاهلنا يعنى كفارهم (عَلَى اللهِ شَطَطاً) ـ ٤ ـ يعنى «جورا (١)» بأن مع الله شريكا ، كقوله ـ عزوجل ـ فى ص يقول لا تجر فى الحكم ، (وَأَنَّا ظَنَنَّا) يعنى حسبنا (أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً) ـ ٥ ـ بأن معه شريكا (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ) من دون الله ـ عزوجل ـ «فأول (٣)» من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن من بنى حنيفة ، ثم فشا ذلك فى سائر العرب ، وذلك أن الرجل كان يسافر فى الجاهلية فإذا أدركه المساء فى «الأرض (٤)» القفر قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيبيت آمنا فى جوارهم حتى يصبح ، «يقول (٥)» : (فَزادُوهُمْ رَهَقاً) ـ ٦ ـ يقول إن الإنس زادت الجن رهقا يعنى غيا لنعوذهم بهم ، فزادوا الجن فخرا فى قومهم (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ) يعنى «حسب (٦)» كفار الإنس الذين «تعوذوا (٧)» برجال من الجن فى الجاهلية كما حسبتم ـ يا معشر كفار الجن ـ (أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) ـ ٧ ـ يعنى رسولا بعد عيسى بن مريم ، وقالت الجن : (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً) من الملائكة (وَشُهُباً) ـ ٨ ـ من الكواكب فهي

__________________

(١) فى أ : «حرا» ، وفى ف : «جورا».

(٢) سورة ص : ٢٢

(٣) فى أ : «فأولئك» ، وفى ف : «فأول».

(٤) فى أ : «الأرض» ، وفى ف : «أرض».

(٥) كذا فى أ ، ف ، والمواد : «يقول الله ـ تعالى ـ».

(٦) فى أ : «حسبوا» ، وفى ف : «حسب».

(٧) فى أ : «تعوذون» ، وفى ف : «تعوذوا».

٤٦٢

«تجرح (١)» «وتخيل (٢)» ولا تقتل (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها) يعنى من السماء قبل أن يبعث محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، وتحرس السماء (مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ) إلى السماء إذ بعث محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (يَجِدْ لَهُ شِهاباً) يعنى رميا من الكواكب و (رَصَداً) ـ ٩ ـ من الملائكة ، «وقالت الجن مؤمنوهم (٣)» (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ) بإرسال محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيكذبونه فيهلكهم (أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) ـ ١٠ ـ يقول أم أراد أن يؤمنوا فيهتدوا (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) يعنى دون المسلمين كافرين ، فذلك قوله : (كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) ـ ١١ ـ يقول أهل ملل شتى ، مؤمنين وكافرين ويهود ونصارى (وَأَنَّا ظَنَنَّا) يقول علمنا [٢١٢ أ] (أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ) يعنى أن لن نسبق الله فى الأرض «فنفوته (٤)» (وَلَنْ نُعْجِزَهُ) يعنى ولن نسبقه (هَرَباً) ـ ١٢ ـ فنفوته ثم قال : (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى) يعنى القرآن (آمَنَّا بِهِ) يقول صدقنا به أنه من الله ـ تعالى ـ (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ) فمن يصدق بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (فَلا يَخافُ) فى الآخرة (بَخْساً) يقول لن ينقص من حسناته شيئا ، ثم قال : (وَلا) يخاف (رَهَقاً) (٥) ـ ١٣ ـ يقول لا يخاف أن يظلم حسناته كلها حتى يجازى بعمله السيئ كله ، مثل قوله ـ تعالى ـ (... فَلا يَخافُ ظُلْماً) : (٦)

__________________

(١) فى أ : «تخرج» ، وفى ف : «تجرح».

(٢) فى أ : «وتحيل» ، وفى ف : «وتخيل».

(٣) كذا فى أ ، ف ، وكان الأنسب : «وقال مؤمنو الجن».

(٤) فى أ : «فيفوتونه» ، وفى ف : «فنفوته».

(٥) تفسيرها من ف ، وهو فلق فى أ.

(٦) التسعة من الجن الذين سبق ذكرهم.

٤٦٣

أن ينقص من حسناته كلها» ولا هضما (١)» أن يظلم من حسناته (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ) يعنى المخلصين ، هذا قول التسعة (وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) يعنى العادلين بالله وهم المودة (فَمَنْ أَسْلَمَ) يقول فمن أخلص لله ـ عزوجل ـ من كفار الجن (فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) ـ ١٤ ـ يعنى أخلصوا بالرشد ، (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ) يعنى العادلين بالله (فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) ـ ١٥ ـ يعنى وقودا فهذا كله قول مؤمنى الجن التسعة ، ثم رجع فى التقديم إلى كفار مكة فقال : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) يعنى طريقة الهدى (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) ـ ١٦ ـ يعنى كثيرا من السماء ، وهو المطر ، ـ بعد ما كان رفع عنهم المطر سبع سنين ـ فيكثر خيرهم (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) يقول لكي نبتليهم فيه بالخصب والخير ، كقوله فى سورة الأعراف : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا) يقول صدقوا (وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ) يعنى المطر «والأرض ...» (٢) يعنى به النبات ، ثم قال : (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) القرآن (يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) ـ ١٧ ـ يعنى شدة العذاب الذي لا راحة له فيه (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) يعنى الكنائس والبيع والمساجد لله (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) ـ ١٨ ـ وذلك أن اليهود والنصارى يشركون فى صلاتهم فى البيع والكنائس ، فأمر الله المؤمنين أن يوحدوه ، ثم رجع إلى مؤمنى الجن التسعة فقال : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ) يعنى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (يَدْعُوهُ) يعنى يعبده فى بطن نخلة بين مكة والطائف

__________________

(١) سورة طه : ١١٢.

(٢) سورة الأعراف : ٩٦ وتمامها : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).

٤٦٤

(كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) ـ ١٩ ـ يقول كادوا أن يرتكبوه (١) حرصا على حفظ ما سمعوا من القرآن ، تعجبا به ، وهم الجن التسعة ، ثم انقطع الكلام ، قال ـ عزوجل ـ : («قُلْ) (٢) (» إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي) وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بمكة : إنك جئت بأمر عظيم لم نسمع مثله قط ، وقد عاديت الناس كلهم ، فارجع عن هذا الأمر فنحن تجيرك ، فأنزل الله ـ تعالى ـ («قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي» وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) ـ ٢٠ ـ معه (قُلْ) لهم : يا محمد (إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ) [٢١٢ ب] (ضَرًّا وَلا رَشَداً) ـ ٢١ ـ يقول لا أقدر على أن أدفع عنكم ضرا ولا أسوق إليكم رشدا ، والله يملك ذلك كله (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ) يعنى يمنعني من الله (أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) ـ ٢٢ ـ يعنى ملجأ ولا حرزا ، ثم استثنى فقال : (إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) فذلك الذي يجيرني من عذابه ، التبليغ لاستعجالهم «بالعذاب (٣)» فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فى التوحيد فلا يؤمن به (فَإِنَّ لَهُ «نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً») (٤) ـ ٢٣ ـ : يدخله نارا خالدا فيها ، يعنى «معمورا (٥)» فيها ، لا يموتون ، ثم انقطع الكلام ، فقال : (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) من عذاب الآخرة ، وما يوعدون من العذاب فى الدنيا يعنى القتل

__________________

(١) كذا فى أ ، ف ، والمعنى أو شكوا أن يركبوا فوقه من شدة حرصهم على استماعه.

(٢) فى أ : «قال».

(٣) فى أ : «العذاب» ، وفى ف : «بالعذاب».

(٤) فى أ ، ف (يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها) ، وهو تحريف النص القرآن.

(٥) فى أ ، «مغمورا» ، وهو تصحيف ، ومعنى «معمورا» يقضى فيها طول العمر من التعمير ، قال ـ تعالى ـ : (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ).

٤٦٥

يبدو (فَسَيَعْلَمُونَ) يعنى كفار مكة عند نزول العذاب ببدر ، نظيرها فى سورة مريم (١) (مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً) كفار مكة أو المؤمنون (وَ) من (أَقَلُّ عَدَداً) ـ ٢٤ ـ يعنى جندا أيقرب الله العذاب أم يؤخره ، لما سمعوا الذكر يعنى قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) ـ فى العذاب يوم بدر ، قام النضر بن الحارث وغيره فقالوا : يا محمد ، متى هذا الذي تعدنا؟ تكذيبا به واستهزاء ، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ لنبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى سورة الأنبياء (٣) ، وفى هذه سورة (قُلْ إِنْ أَدْرِي) يعنى ما أدرى (أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ) من العذاب فى الدنيا يعنى القتل ببدر (أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً) ـ ٢٥ ـ يعنى أجلا بعيدا يقول ما أدرى أيقرب الله العذاب أو يؤخره ، يعنى بالأمد الأجل ، القتل ببدر (عالِمُ الْغَيْبِ) يعنى غيب نزول العذاب (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) ـ ٢٦ ـ من الناس ، ثم استثنى فقال : (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) يعنى رسل ربى فإنه يظهرهم على العذاب متى يكون ، ومع جبريل ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أعوانا من الملائكة يحفظون الأنبياء حتى يفرغ جبريل من الوحى ، قوله : (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ) يعنى يجعل (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) ـ ٢٧ ـ قال : كان إذا بعث الله ـ عزوجل ـ نبيا أتاه إبليس على صورة جبريل ، وبعث الله ـ تعالى ـ من بين يدي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومن خلفه

__________________

(١) سورة مريم : ٧٥ وتمامها : (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً).

(٢) فى أ : «لما سمعوا قول الذي» وهو تحريف قول النبي.

(٣) سورة الأنبياء : ١٠٩ ، وتمامها (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ).

٤٦٦

رصدا من الملائكة فلا يسمع الشيطان حتى يفرغ جبريل ـ عليه‌السلام ـ من الوحى إلى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فإذا جاء إبليس أخبرته به الملائكة وقالوا : هذا إبليس ، وإذا أتاه جبريل (لِيَعْلَمَ) الرسول (أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ) يقول ليعلم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن الأنبياء قبله قد حفظت ، وبلغت قومهم الرسالة ، كما حفظ محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وبلغ الرسالة ، ثم قال : (وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ) يعنى بما عندهم [٢١٣ أ] (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) ـ ٢٨ ـ يعنى نزول العذاب بهم والله وأعلم.

٤٦٧
٤٦٨

سورة المزّمل

٤٦٩
٤٧٠

(٧٣) سورة الزمل مكية

وآياتها عشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (٥) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (٦) إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (٧) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (١٤) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ

٤٧١

إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (١٩) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠))

٤٧٢

[سورة المزمل (١)]

سورة المزمل مكية عددها عشرون آية كوفى (٢)

__________________

(١) «معظم مقصود السورة» :

خطاب الانبساط مع سيد المرسلين ، والأمر بقيام الليل ، وبيان حجة التوحيد ، والأمر بالصبر على جفاء الكفار ، وتهديد الكافر بعذاب النار ، وتشبيه رسالة المصطفى برسالة موسى» والتخويف بتهويل القيامة ، والتسهيل والمسامحة فى قيام الليل ، والحث على الصدقة والإحسان ، والأمر بالاستغفار من الذنوب والعصيان فى قوله : (... وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة المزمل : ٢٠.

(٢) فى المصحف : (٧٣) سورة المزمل مكية إلا الآيات ١٠ ، ١١ ، ٢٠ فمدنية وآياتها ٢٠ نزلت بعد سورة القلم.

٤٧٣
٤٧٤

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

قوله : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ـ ١ ـ يعنى الذي ضم عليه ثيابه ، يعنى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذلك أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خرج من البيت وقد ليس ثيابه ، فناداه جبريل ـ عليه‌السلام ـ : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) الذي قد تزمل بالثياب وقد ضمها عليه ، (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) ـ ٢ ـ (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً) ـ ٣ ـ يقول انقص من النصف إلى ثلث الليل (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) يعنى على النصف إلى الثلثين فخيره هذه الساعات ، وكان هذا بمكة قبل صلوات الخمس ، ثم قال : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) ـ ٤ ـ يقول ترسل به ترسلا على هينتك رويدا : يعنى ـ عزوجل ـ بينه تبيينا (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) ـ ٥ ـ يعنى القرآن شديدا ، لما فى القرآن من الأمر والنهى والحدود والفرائض (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) يعنى الليل كله والقراءة فيه (هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) يعنى مواطأة بعضا لبعض (وَأَقْوَمُ قِيلاً) ـ ٦ ـ بالليل وأثبت ، لأنه فارغ القلب بالليل ، وهو أفرغ منه بالنهار (١) (إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً) ـ ٧ ـ يعنى فراغا طويلا لنومك ولحاجتك ، وكانوا لا يصلون إلا بالليل حتى أنه كان الرجل يعلق نفسه بالليل ، فشق القيام عليه بالليل (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) يعنى بالتوحيد والإخلاص (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) ـ ٨ ـ يعنى وأخلص إليه إخلاصا فى الدعاء والعبادة ،

__________________

(١) كذا فى أ ، ف والمراد أن القلب أفرغ للعبادة بالليل.

٤٧٥

ثم عظم الرب نفسه فقال : (رَبُّ الْمَشْرِقِ) يعنى حيث تطلع الشمس (وَ) رب (الْمَغْرِبِ) حيث تغرب الشمس قال ابن عباس : تطلع الشمس عند مدينة يقال لها «جابلقا» (١) لها ألف باب على كل باب منها «ألف حارس (٢)» وهم الذين ذكرهم الله ـ تعالى ـ فى كتابه فقال «... تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا» (٣) وتغرب عند مدينة يقال لها جابرسا لها ألف ألف باب على كل باب «ألف حارس» (٤) فيتصايحون فرقا منها ، فلو لا صياحهم لسمعتم وجبتها إذا هي سقطت ، ثم عظم الرب نفسه فقال : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) ـ ٩ ـ هو رب المشرق المغرب ، يعنى يوم يستوي فيه الليل والنهار ، فذلك اليوم «اثنتا عشرة ساعة (٥)» ، وتلك الليلة «اثنتا عشرة ساعة (٦)» فمشرق ذلك اليوم «فى برج (٧)» الميزان ومغربه ، (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فوحد الرب نفسه (فَاتَّخِذْهُ) [٢١٣ ب] «وكيلا» يقول اتخذ الرب وليا (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) من تكذيبهم إياه بالعذاب ومن الأذى (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) ـ ١٠ ـ يعنى اعتزلهم اعتزالا جميلا حسنا ، نسختها آية السيف فى براءة (٨) (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) يقول خل بيني وبين بنى المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم فإن لي فيهم نقمة

__________________

(١) فى أ : «حاملفا» ، وفى ف : «جابلقا».

(٢) فى أ : «ألفى حرس» ، وفى ف : «ألف حارس».

(٣) سورة الكهف : ٩٠ ، وتمامها : (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً).

(٤) فى أ : «ألف حرس ، وفى ف : «ألف حارس».

(٥) فى أ ، ف : «اثنا عشر ساعة» والصواب ما أثبته.

(٦) فى أ ، ف : «اثنا عشر ساعة» والصواب ما أثبته.

(٧) فى أ : «فى برج» ، وفى ف : «برج يسمى».

(٨) سورة التوبة : ٥.

٤٧٦

ببدر (١) (أُولِي النَّعْمَةِ) فى الغنى والخير (وَمَهِّلْهُمْ) هذا وعيد (قَلِيلاً) ـ ١١ ـ «حتى أهلكهم ببدر «(٢)»».

ثم قال : (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً) ـ ١٢ ـ فالأنكال عقوبة من ألوان العذاب ، ثم ذكر العقوبة فقال : «وجحيما» يعنى ما عظم من النار (وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) يعنى بالغصة الزقوم (وَعَذاباً أَلِيماً) ـ ١٣ ـ يعنى وجيعا موجعا (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ) يعنى تحرك الأرض (وَالْجِبالُ) من الخوف (وَكانَتِ الْجِبالُ) يعنى وصارت الجبال بعد القوة والشدة (كَثِيباً مَهِيلاً) ـ ١٤ ـ والمهيل الرمل الذي إذا حرك تبع بضعه بعضا (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ) يا أهل مكة (رَسُولاً) يعنى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لأنه ولد فيهم فازدروه (شاهِداً عَلَيْكُمْ) أنه بلغكم الرسالة ، وقد استخفوا به ، وازدروه لأنه ولد فيها ، (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) ـ ١٥ ـ يعنى موسى ـ عليه‌السلام ـ أى أنه كان ولد فيها فازدروه ، (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً) ـ ١٦ ـ يعنى شديدا وهو الغرق يخوف كفار مكة بالعذاب ، أن لا يكذبوا محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فينزل بهم العذاب كما نزل بفرعون وقومه حين كذبوا موسى ـ عليه‌السلام ـ نظيرها فى الدخان (٣) (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ) يعنى وكيف لا يتقون عذاب يوم يجعل فيه الولدان شيبا ، ويسكر الكبير من غير شراب ، ويشيب الصغير من غير كبر من أهوال يوم القيامة (إِنْ كَفَرْتُمْ)

__________________

(١ ، ٢) من بدر الأولى إلى بدر الثانية ، ساقط من أو هو من ف.

(٣) سورة الدخان : ١٧ ـ ٢٤.

٤٧٧

فى الدنيا (يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) (١) ـ ١٧ ـ وذلك يوم يقول الله لآدم قم فابعث بعث النار : من كل ألف تسعمائة «وتسع (٢)» وتسعين ، وواحد إلى الجنة فيساقون إلى النار سود الوجوه زرق العيون مقرنين فى الحديد فعند ذلك يسكر الكبير من الخوف ، ويشيب الصغير من الفزع ، وتضع الحوامل ما فى بطونها من الفزع تماما (٣) وغير تمام ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) السقف به يعنى بالرحمن لنزول الرحمن ـ تبارك وتعالى (٤) ـ (كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً) (٥) ـ ١٨ ـ أن وعده مفعولا فى البعث يقول إنه كائن لا بد (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ) يعنى آيات القرآن تذكرة يعنى تفكرة (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) ـ ١٩ ـ يعنى بالطاعة (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ) إلى الصلاة (أَدْنى) يعنى أقل (مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) وذلك أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «والمؤمنين (٦)» كانوا يقومون فى أول الإسلام من الليل نصفه وثلثه ، وهذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ، [٢١٤ أ] فقاموا سنة فشق ذلك عليهم فنزلت الرخصة بعد ذلك عند السنة ، فذلك قوله : («إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ» وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) من المؤمنين يقومون نصفه وثلث ، ويقومون وينامون (وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) يعنى قيام ثلثي الليل الأول ، ولا نصف الليل ، ولا ثلث الليل ، (فَتابَ عَلَيْكُمْ) يعنى فتجاوز عنكم فى

__________________

(١) (يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) : ساقطة من أ ، ومتقدمة على مكانها فى ف.

(٢) فى أ : «تسعة».

(٣) كذا فى أ ، ف ، والمراد تام الحمل وغير تامه.

(٤) هذا من تجسيم مقاتل المذموم ، انظر مقاتل وعلم الكلام فى مقدمتي لهذا التفسير.

(٥) (كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً) : ساقط من أ ، ف

(٦) فى أ ، ف : «المؤمنون».

٤٧٨

التخفيف بعد قوله : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً). («وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ» فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) عليكم فى الصلاة (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) فلا يطيقون قيام الله (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ) تجارا (يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ) يعنى يطلبون من فضل الله الرزق (وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ولا يطيقون قيام الليل فهذه رخصة من الله ـ عزوجل ـ لهم بعد التشديد ، ثم قال : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ) عليكم (مِنْهُ) يعنى من القرآن فلم يوقت شيئا ، فى صلواتكم الخمس منه (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) يعنى وأتموا الصلوات الخمس وأعطوا الزكاة المفروضة من أموالكم ، فنسخ قيام الليل على المؤمنين وثبت قيام الليل على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكان بين أول هذه السورة وآخرها سنة حتى فرضت الصلوات الخمس ، والزكاة ، فهما واجبتان فذلك قوله : («وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» وَآتُوا الزَّكاةَ) يقول وأعطوا الزكاة من أموالكم (وَأَقْرِضُوا اللهَ) يعنى التطوع (قَرْضاً حَسَناً) يعنى بالحسن طيبة بها نفسه يحتسبها تطوعا بعد الفريضة ، (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) يعنى من صدقة فريضة كانت أو تطوعا يقول (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) ثوابا عند الله فى التقديم ، (هُوَ خَيْراً) ، (وَأَعْظَمَ أَجْراً) يقول أفضل مما أعطيتم من أموالكم وأعظم أجرا يعنى وأكثر خيرا وأفضل خيرا فى الآخرة (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) من الذنوب (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لكم عند الاستغفار إذا استغفرتموه (رَحِيمٌ) ـ ٢٠ ـ حين رخص لكم بالتوبة.

٤٧٩
٤٨٠