الوجه في حجّية الظنون الرجاليّة
وقد اختلفت المباني والأنظار في تخريج حجيّة أقوال الرجاليين في الظنون الحاصلة بأحوال المفردات الرجاليّة على مسالك متعددة :
المسلك الأوّل : مسلك الاطمئنان في التوثيقات الرجاليّة
وبيانه يتمّ عبر نقاط :
الأولى : إنّ الحجّية في صدور الخبر بعد ابتنائها على الزوايا الأربع يظهر جلياً عدم صحّة جعل المدار على صرف وثاقة الراوي ، بل لا بدّ من خبرويّته وضبطه وإتقانه أيضاً ، كما لا بدّ من قرب مضمونه لقواعد المذهب وللروايات المستفيضة الأخرى ، كما لا بدّ من عدم طروّ صفات الوهن الأخرى من قبيل إختلاف النُّسخ أو الهجر من قبل الأصحاب بحيث يؤدّي إلى ضعف الوثوق بتداول نقله إلى الطبقات المتأخّرة حيث إنّنا نتلقّى الحديث والكتاب المدوّن فيه من قبلهم يداً بيد وعليه لا بدّ أن تكون قناة التلقّي تامّة.
وعلى ذلك فلا يكفي إحراز صرف وثاقة الراوي ، كما لا يمنع عن العمل بالحديث صرف ضعف الراوي ، بل الوثوق بالصدور النابع من الجهات الأربع يتأثّر بعوامل عديدة كما سبق بسطه.
الثانية : ويترتّب على ذلك أنّ قيمة طرق التوثيق لا تنحصر بكون ذلك الطريق لتوثيق الراوي حجّة مستقلّة ، كأن تكون هناك بيّنة على وثاقة الراوي أو شهادة