قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٥ ]

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٥ ]

492/557
*

وحلال على ما ذكره السبكي في «مفيد النعم ومبيد النقم» ، وهي غير وظيفة الوزارة المشهورة.

وكان الجمالي عارفا بديوان الجيش وما فيه من وقف وملك وإقطاع معرفة تامة أسوة أبيه وبعض أجداده ، مطلعا على عيوب الناس في أملاكهم وأوقافهم ، ولما قتل الحلبيون قرا قاضي مفتش أملاك حلب وأوقافها في الدولة الرومية قدم هو من القاهرة إلى حلب ومعه شيء من ديوان الجيش في الدولة الجركسية ، وكان يفتح على الحلبيين من ذوي الملك والوقف أبوابا يتضررون منها ، فأغلظ عليه القول جماعة منهم كالصلاحي بن السفاح والزيني منصور بن حطب وغيرهما ، فلم يسعه إلا أن ثنى عزمه ورجع إلى القاهرة متلاشيا أمره كما تلاشى في آخر وقته ، إذ غضب عليه الغوري فصادره ووضعه بالمقشرة بعد عزه وصار يحضره إلى خان الخليلي ليبيع أثاثه وقماشه والسلسلة في عنقه ، إلى أن توفي بالقاهرة سنة تسع وأربعين وتسعمائة.

ومن غريب ما اتفق له بها مع شيخنا الخناجري أنه سئل عمن سلّم فارغا من صلاته ثم عاد واقفا ، فأجاب بأن هذا ليس بسنة بل هو صنيع اليهود ، وكان الاستفتاء على الأمير جمال الدين فبلغه الخبر ، وكان أجداده الأقدمون من اليهود فشق عليه ذلك وأخذ يستفتي على الشيخ ، فبلغ الخبر المحبي ابن آجا كاتب الأسرار الشريفة بالديار المصرية ، وكان الشيخ من اللائذين به ، فقال له : لم قلت ما قلت يا شيخ شمس الدين؟ فأجابه بنقل أخرجه من بعض مؤلفات الجلال الأسيوطي قائلا : إن الأمير جمال الدين قد جذبته اليهودية إلى نفسها ، فبلغ الأمير جمال الدين ذلك فما وسعه إلا الكف عن الشيخ والتغافل عنه.

وكان جده كمال الدين ناظر الجيوش المنصورة بحلب وله وقف بها ، وكذا والده ، وله المسجد الذي جدده وراء داره بالقرب من محلة اليهود والحوض المجاور له الذي تبرع بعمارته بعد دثوره في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة.

٨٠٨ ـ أبو السعود بن إسكندر المتوفى سنة ٩٤٩

أبو السعود ابن قاضي الحنفية بحلب جمال الدين يوسف بن إسكندر الحنفي سبط الأميري رمضان بن صاروخان أحد أمراء حلب.