كثير الانبساط والإيناس ، جيدا في أمور دنياه ومعاملته مع الناس ، مريحا لخاطره مشتملا على نفع ذاته ، مزيحا لأعذار نفسه محتملا ثقل تكاليف الحياة في حركاته وسكناته ، يحب الرياضة ويتكلم عليها ، ويرغب في محادثة أهل الفتوى ويميل إليها ، ويمشي بين أهل حرفته بملابس جود فاخرة ، ويفشي لهم أسرار معرفة اكتسبها من صدور القوم الصادرة ، وجده أبو الخير أول من فرض لأهل التصوف النصيب ، وبالغ في إكرامهم وتقريب البعيد منهم وتأهيل الغريب. وكان له بين أهل هذه الطائفة قدم صدق معروفة ، ومزايا فضل وإحسان بلسان الشكر موصوفة ، باشر الوظيفة المذكورة بعد وفاة والده وهو صغير ، واستمر فيها إلى أن درج بالوفاة إلى رحمة الله العلي الكبير. انتهى.
سمع الشيخ نجم الدين هذا «الشمائل» للترمذي من والده ، ورأيته بحلب. وكانت وفاته بها سنة سبع وثمانين وسبعمائة وقد جاوز السبعين رحمهالله تعالى ا ه (الدر المنتخب).
أقول : وهو من شيوخ الحافظ الكبير البرهان إبراهيم بن محمد سبط بني العجمي المتوفى سنة ٨٤١ ، وكان شيخا لخانقاه البلاط وقد تقدم ذلك عند الكلام عليها في ترجمة شمس الدين لؤلؤ المتوفى سنة ٥١١.
٤٣٦ ـ محمد بن أبي بكر بن النصيبي المتوفى سنة ٧٨٧
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن النصيبي الملقب شمس الدين ، وبقية نسبه في ترجمة أبيه.
كان إنسانا حسنا ، كتب الإنشاء بحلب ، وهو معدود من أعيان الحلبيين ومن بيت الوجاهة والتقدم ، وكان كثير التلاوة للقرآن ، وكتابته مليحة. توفي في سنة سبع وثمانين وسبعمائة بحلب في فصل الوبا الكائن في هذه السنة ا ه (الدر المنتخب).
٤٣٧ ـ محمد بن طلحة المتوفى سنة ٧٨٨
محمد بن طلحة بن يوسف بن عبد الله شمس الدين الحلبي.
ولد سنة خمس وسبعمائة وقرأ القرآن وسمع على الكمال ابن النحاس الجزء المنتقى من