أعمارهم ، فأحضر والدي والشيخ عز الدين لقراءة البخاري عنده ، فقرىء البخاري عنده للبركة ، وحضر فقهاء بانقوسا وسمعوا ، ووقف لها أوقافا كثيرة من جملتها معصرة خارج بانقوسا.
والكلتاوي نسبة إلى الأمير كلتاي والي البيرة وسنجار وقلعة الروم ، ثم استقل بالحجوبية بحلب ، وكان فيه ظلم وتعصب للأئمة ، وكان يحب أهل العلم. ومات في حادي عشر رمضان سنة سبع وثمانين وسبعماية ودفن بمدرسته ا ه.
وفي الدر المنتخب : (المدرسة الكلتاوية) : داخل باب القناة ، بناها الأمير طقتمر الكلتاوي على نشز من الأرض عن يسرة الداخل على المدينة ، وبنى إلى جانبيها دارا كبيرة واسعة مرخمة ، وجعل تحتها إصطبلات واسعة ، وظاهر الإصطبلات حوانيت ، والكل وقف على المدرسة ، ووقف عليها أوقافا كثيرة غير ذلك ، وشرط أن يكون مدرسها حنفيا والطلبة كذلك ا ه.
أقول : قد تغيرت الآن أوضاع هذه المدرسة ولم يبق من بنائها القديم سوى بعض قبليتها ، ويبلغ طول القبلية ١٦ ذراعا وعرضها نحو سبعة أذرع ، وعن يمينها حجرة صغيرة حديثة البناء يؤدب فيها الأطفال ، وصحن المدرسة يبلغ طوله ٣٥ ذراعا وعرضه ١٨ ، وليس ثمة شيء من الحجر للطلبة. وبعض الصحن أمام القبلية مفروش بالرخام ومعظمه لا رخام فيه ، وفيه بعض شجرات زيتون وتين وسرو. ولا أثر لقبر الواقف هناك ولا يعلم مكانه. ومكان المدرسة مرتفع يطل على كثير من منازل حلب الشمالية شرقا وغربا. وهي الآن تحت يد دائرة الأوقاف والباقي من وقفها دار واحدة. وجنوبي المدرسة وشرقها تربة واسعة يدفن أهل تلك المحلة فيها موتاهم.
٤٣٥ ـ عبد اللطيف بن محمد الميهني المتوفى سنة ٧٨٧
عبد اللطيف بن محمد بن موسى بن أبي الفتوح بن أبي سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني الملقب نجم الدين الحواساني الحلبي شيخ الشيوخ بحلب.
ذكره الإمام زين الدين أبو العز طاهر ابن شيخنا أبي محمد بن حبيب في ذيله على تاريخ والده وقال فيه : كان إنسانا خيرا في نفسه ، مثابرا على فعل الخير في يومه أضعاف أمسه ،