(٣) ... وقد يكون عليه نظر الإمام والبواب فلا يخرج منه أبدا حرر سنة خمسين وثمانماية.
وكان أحدث في وسط القبلية درابزين من الدف على شاكلة قبر ووضع فوقه لوح كتب عليه ما يفيد أن تحته قبر يحيى الجركسي وذلك بناء على رؤيا رآها الشيخ وفا الرفاعي المتوفى سنة ١٢٦٤ ، وكلف المتولي على الجامع يومئذ مصطفى آغا الشاه بندر ببناء هذا الدرابزين وبقي نحو سبعين سنة ، وكان وجوده يمنع تسوية الصفوف ، فكان المصلون يتبرمون وفي مقدمتهم الشيخ نجيب بن الشيخ يوسف العطار من علماء هذه المحلة وسكانها ومن المواظبين على الصلاة بالجماعة ، فسمع منه الشيخ عبد القادر من بني سلطان الضرير الحافظ فوعده برفعه ليلا وفعل ذلك ، ففي اليوم الثاني حينما أتى المصلون ارتفع ضجيج بعضهم ورفعوا الأمر إلى الوالي وللمحكمة الشرعية ، واختفى الشيخ عبد القادر مدة ، وراجع المشتكون بالآستانة بواسطة أبي الهدى أفندي الصيادي وأتت الأوامر بإعادة هذا الدرابزين ، ولإصرار القسم الأعظم من أهل المحلة لم يمكن من الرجوع ، ولدى الكشف على ما تحت هذا الدرابزين لم يوجد قبر وإنما وجد درج ينزل منه إلى مغارة بمقدار عشر درجات هي تحت جميع القبلية فيها عدة قبور ، وظهر أن باب هذه المغارة من داخل القبلية تحت مطلع السدة ، ولما لم يوجد شيء تحت الدرابزين أخذت عدة فتاوي بعدم إرجاعه.
ومنبر القبلية من الحجارة الصفراء الضخمة ومحرابه كذلك ، وفي وسطه قبة مرتفعة البناء. وللجامع محدث ومدرس للفقه ، والمحدث الآن الشيخ أحمد العالم الكيالي يقوم به عن عمه أبي زوجته شيخنا الشيخ محمد الجزماتي ، ومدرس الفقه الشيخ عمر المرتيني ، وقد كان قبل ذلك يدرس فيه الشيخ محمد علي الكحيل ، ثم شيخنا الشيخ محمد الزرقا وشيخنا الشيخ بشير الغزي.
٤٣٠ ـ أحمد بن موسى والد البدر العيني المتوفى سنة ٧٨٤
أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود القاضي شهاب الدين أبو العباس ابن القاضي شرف الدين أبي البركات ابن الشيخ شهاب الدين العينتابي الحنفي والد العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمود العينتابي المشهور بالعيني.