هي أنه اجتمع مرة بالجلال السيوطي في المعدية بين مصر والروضة ، فاعترض عليه في شيء وقع ، قال الشيخ نور الدين : فلم يرد الشيخ جلال الدين عليّ بل سكت ثم ذهب إلى مكانه وكتب أسماء مؤلفاته وأرسل بها إليّ. وصحب الشيخ شمس الدين على صغره الشيخ عبد القادر الدشطوطي حين قدم حلب ، وعند كبره صحب الشيخ شمس الدين الأنطاكي خطيب الجامع الأعظم بحلب فكانا يجتمعان كل يوم جمعة ويحضر عندهما من أتباعهما متحلقين ، إلى أن كان أفول شمسه في مغرب رمسه في أوائل ذي الحجة سنة ست وخمسين وتسعمائة.
٨٤٤ ـ محمد بن محمد بن حلفا المتوفى سنة ٩٥٦
محمد بن محمد بن محمد (بن محمد) (١) بن إبراهيم بن فضل بن عميرة ، الشيخ عفيف الدين أبو اليمن بن حلفا ، المغربي الأصل الحلبي المولد والدار الحنفي.
درس وأفتى لا يرد مستفتيا. وكف بصره في آخر عمره فكان يأمر بالكتابة على صورة الفتوى.
وأمر أن يكتب في نسبه الأنصاري في آخر وقت لما بلغه من أن أباه كان من ذرية حباب بن المنذر بن الجموح الخزرجي الأنصاري ، وهو الذي ذكر ابن دريد في ترجمته في كتاب «الاشتقاق» أنه شهد بدرا. قال : وهو ذو الرأي سمي لمشورته يوم بدر ذا الرأي. انتهى.
وكان من شيوخه بحلب الشمسان ابن بلال وابن هلال في آخرين ، وله شيوخ غيرهما بالإجازة وغيرها ، وممن اجتمع هو به من الصوفية الشيخ محمد الغزاوي ثم الجلجولي رحمهالله.
أخبرني أنه لما حل بمنزله رأى فيه طائفة من الفقراء أهل الصلاح وأخرى من المفسدين هربوا إليه من جائحة حصلت عليهم احتماء به ، فحصل عنده الإنكار بواسطة إبقاء هذه الطائفة بمنزله ، قال : فخرج إلينا الشيخ وأخذ يقول : قال الشيخ عبد القادر الكيلاني
__________________
(١) غير موجودة في الأصل.