٨٤٣ ـ محمد بن عمر السفيري المتوفى سنة ٩٥٦
محمد بن عمر بن أحمد الشيخ شمس الدين بن زين الدين بن ولي الله تعالى الشيخ شهاب الدين السفيري الشافعي المتقدم ذكر جده.
ولد بحلب سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، ولازم شيخنا العلاء الموصلي والبدر السيوفي فقرأ عليهما في فنون شتى ، وقرأ على الكمال ابن أبي شريف وهو بالقدس الشريف جانبا جيدا من حاشيته على شرح العقائد النسفية ورسالة العذبة له. قال : وفي الحاشية المذكورة يقول صاحبنا ابن أبي الضياء العجمي :
في موكب العلوم كل العلما |
|
عند الكمال حامل للغاشيه |
بحسن ما ألفه استوثقهم |
|
وكلهم يلفى (١) رقيق الحاشيه |
وقدم مع البرهان أخي الكمال إلى دمشق فأجاز له ولبعض الشاميين رواية كتب معدودة في استدعاء سطّره بعضهم ، ثم عاد إلى حلب فقرأ عليه رسالته المختصرة من رسالة القشيري ، وأخذ عنه وعن أخيه فوائد وزوائد كثيرة ونظما ونثرا. قال : وكانت لهما والدة متفطنة تميز بين نظميهما إذا عرضا عليها ولا يزال نظرها صائبا ، وقرأ على البازلي تصديقات القطب ، وعلى خليل الله اليزدي رسالته التي ألفها على قوله تعالى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) وبين فيها نكته إفراد المشرق والمغرب تارة وتثنيتهما تارة وجمعهما تارة أخرى ، وعلى أبي الفضل الدمشقي في شرحه على النزهة في الحساب ، وعلى الشيخ محمد الداديخي في شرح الشاطبية لابن القاصح وفي غيره.
وطالع وحرر ونظم ونثر ، ثم كف عنه البصر. ودرس بالجامع الأموي بحلب وبالعصرونية بحكم عزل البرهان العمادي عن تدريسها لسفر اقتضاه ، وكذا بجامع تغري بردي والسفاحية.
وسافر إلى القاهرة سنة سبع وعشرين وتسعمائة صحبة الأمير جانم الحمزاوي واجتمع فيها بالقاضي زكريا الأنصاري ومن عاصره إذ ذاك وحضر الصلاة عليه لما أنه مات في تلك السنة. وممن اجتمع هو به الشيخ نور الدين البحيري المالكي وحكى عنه حكاية
__________________
(١) في الأصل : ملقى.