سيدي علي بن ميمون إلى خلفاء السيد علي وقال : إن أحدا لا يرد من تاب إلى الله تعالى ، وإن شيخه إنما رده لتأديبه وإخلاصه ، فقبله الشيخ علوان وأكمل تربيته.
ثم قال صاحب الكواكب نقلا عن الشعراني في طبقاته : قال : أخبرني من لفظه أنه كان في بدايته يمكث الخمسة شهور طاويا لا ينام إلا جالسا. ثم ذكر جملة مما سمعه من كلامه ، ثم قال : بدأ أمره بمدينة حلب وبنى له النائب تكية عظيمة ، واجتمع عليه خلائق لا يحصون ، فوقعت فتنة في حلب ، فقتل الدفتر دار وقاضي العسكر يعني قراقاضي فقال الناس : إن ذلك بإشارة الشيخ ، يعني الكيزواني ، فأخرجوه من حلب ونفوه إلى رودس ، فأقام بها ثلاث سنين ، ثم رأته يعني في المنام خوند الخاص وهو يقول لها : أريد أن أقيم بمكة ولا أرجع إلى حلب ، فقالت : من تكون؟ قال : الكيزواني ، فكلمت السلطان سليمان ، فأرسل له مرسوما بأن يسافر إلى مكة ويقيم بها ، وعمرت له خوند هناك تكية وفيها سماط ، فزاحمه أهل مكة فتركها وسكن في بيت عند الصفا ا ه.
أقول : والتكية التي أشير إليها هي في محلة العقبة وتعرف الآن بجامع الكيزواني ، وهو جامع صغير مرتفع يصعد إليه من الجهة القبلية بدرج له صحن صغير يشرف على المساكن القبلية من مدينة حلب فترى منه منظرا حسنا بالنظر لارتفاعه ، وله منارة كان خرب أعلاها في الزلزلة الكبرى التي حصلت سنة ١٢٣٧ ، بل تهدم في هذه المحلة كثير من الدور لعدم إحكام أبنيتها لبعد الأساس فيها ، وبقي أعلى المنارة خربا إلى سنة ١٣٤١ ففيها عمرها متولي الجامع الحاج أحمد صهريج وفيه قبلية صغيرة تقام فيها الجمعة ، وله من الأوقاف داران ومخزنان غير أنها لا تأتي بريع يستحق الذكر.
٨٣٧ ـ محمد بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ٩٥٦
قدمنا ترجمته وأنه توفي سنة ٩٣١ وهو سهو ، بل المتوفى في هذه السنة هو شريف مكة الشريف بركات ، وأما المترجم فقد كانت وفاته سنة ٩٥٦ كما ذكره الغزي في الكواكب السائرة وقلت ثمة إن له أبياتا سماها «السهم الساري في الشريف بركات وأتباعه الدراري» ، والصواب (والذراري) ووقع في الأبيات هناك بخنقك والصواب (بحتفك). وذكر الغزي هنا الأرجوزة التي امتدح المترجم بها شيخ الإسلام عبد الرحيم العباسي ، لكن كثرة