وزين الدين علي هذا هو جدي أبو أمي ، وابن عمه جدي لأبي. ولد بحلب سنة عشر وسبعماية واشتغل على أبيه وغيره ، وحصل طرفا من الفقه والأصول وسمع الحديث ، وولي تدريس المدرسة السيفية الشافعية ودرس بها وخطابة الجامع الناصرية. وكان إنسانا حسنا كريما حسن الخلق متواضعا ، وأهل حلب يعظمونه لأن غالب فضلائها تلاميذ والده ، وكتب كثيرا وعلق في الأصول تعاليق كثيرة رأيتها بخطه دروسا وذهبت في الواقعة التيمرية. توفي في رابع عشرين ربيع الآخر سنة تسع وستين وسبعماية بحلب ودفن بتربتنا خارج باب المقام تغمده الله برحمته. ا ه. (الدر المنتخب).
٣٩٢ ـ محمد بن إبراهيم بن أبي الثناء الكاتب المتوفى سنة ٧٦٩
محمد بن إبراهيم بن محمود بن سلمان كمال الدين أبو الفضل ابن الرئيس جمال الدين أبي إسحق ابن الرئيس شهاب الدين أبي الثناء الحلبي موقع الدست بحلب وبالقاهرة.
وكان كاتبا ماجدا ذكيا ماهرا في صناعة الترسل ، سالكا في ذلك طريق جده. اشتغل في الفقه والأدب وكتب الخط الجيد ، وسمع الحديث من والده وغيره ، وحدث وكتب الإنشاء بحلب ثم بالقاهرة. ومن نظمه :
سأترك فضل الخل من أجل منّه |
|
ولو بلغت بي حاجتي غاية البلوى |
فمن منّ يوما بالعطاء على امرىء |
|
فإن بذاك المنّ يستوجب السلوى |
وله من أبيات :
بي غرام من حبيب فاتن |
|
لم أشاهد مثله في عمري |
وجهه لما تبدّى مقبلا |
|
أخجل الشمس وضوء القمر |
قدّه كالغصن في الروض له |
|
ثمر يا حسنه من ثمر |
ذو لحاظ لو رآها زاهد |
|
بات منها خائفا ذا حذر |
جسمه كالماء في رقته |
|
لكن القلب شبيه الحجر |
لائمي دعني وكن متعطفا (١) |
|
بالذي تعلمه من خبري |
__________________
(١) هكذا في الأصل.