فخرج من مشهد ودخل في مشهد. ثم قضى والده فدفن بجنبه بوصية منه لأنه ما قطع البكاء عليه لاعتقاده أنه سيصل إليه.
وكان شاه محمد مفرط الذكاء متمسكا بالعلم وتحصيله مهتما بشأن أديانه ذاما للمناصب معرضا عن كلام أبيه إذ كان يعده بالعود إلى الهند والسعي له في الوزارة بها ، متواضعا ذا بشاشة وكرم نفس وتحنن ، وإن أشيع عن أبيه التشيع مع أنه لم يكن إلا من بيت سنة وجماعة فيما أخبر به غير واحد من الأعاجم.
ومع ماله من هذه الصفات كان يعرف شيئا قواعد الموسيقى ويحضر مع أبيه في سماعات اللهو ولكن مع كراهة لها. وكان على صغر سنه يعرف من اللغة الهندية ثلاثة ألسنة سوى ما يعرفه من العربية والفارسية.
٨٢٥ ـ سعد بن علي العبادي المتوفى سنة ٩٥٣
سعد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الواحد أقضى القضاة سعد الدين ابن القاضي علاء الدين الأنصاري السعدي العبادي الحلبي الحنفي ، صاحبنا.
لازم شيخنا العلاء الموصلي في قراءة قطر الندى والوافية وعروض الأندلسي وغير ذلك ، واشتغل على الجلال النصيبي وغيره ، وعني بالأدب وتولع بمطالعة مقامات الحريري فحفظ غالبها ، وخط الخط الحسن وتجشم أسلوب اللسن ، وأخذ في صنعة الشهادة وكتب الوثايق بشروطها المعتادة ، وناب في القضاء بأنطاكية فما دونها فلم يشك منه أحد لتحرزه عن موجبات سخط الحق والخلق في قضائه وحكمه وإمضائه ومزيد وهمه وخياله في أطواره وأحواله.
وتزوج ثم ترك التزوج دهرا مع الديانة والصيانة.
ومن شعره قوله يشكو من أهل زمانه :
نظري إلى الأعيان قد أعياني |
|
وتطلبي الأدوان قد أدواني |
من كل إنسان إذا عاينته |
|
لم تلق إلا صورة الإنسان |
وتاقت نفسه يوما إلى سماع شيء من نظمي فأنشدته حالا لا مآلا :