ثم استوطن الشيخ شمس الدين بعلبك وتوفي بها ، وكان له مزيد تعبد وقيام وتحصيل قديم وصل فيه إلى شرح «الطوالع» للأصفهاني.
ثم استوطن الشيخ الكبير دمشق وتوفي بها عن سن عالية تكاد تبلغ مائة سنة أو قد بلغت في سنة إحدى وخمسين رحمنا الله وإياه.
٨٢٢ ـ أبو بكر الهاشمي محتسب حلب المتوفى سنة ٩٥١
أبو بكر بن عبد الله ابن شيخ شيوخ حلب ورئيسها عز الدين أبي عبد الله محمد الهاشمي الحلبي ، محتسب حلب في أوائل الدولة العثمانية السليمية.
توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين. وكانت له حشمة زائدة إذا تلقى أحدا من الأكابر بوجهه أو تكلم ، مع أبهة ونظافة ثياب ورفاهية عيش واقتناء لشيء من الخيل برسم الركوب ، إلا أنه كان ذا عين واحدة لسهم بارود أصاب الأخرى ، فكان يضع عليها دائما عصابة بيضاء مصقولة من لطيف الموصلي.
ونسب إلى جذب بعض أرباب الدعاوي إليه ليعوّلوا في سلوك التلبيس عليه. وبلغ ذلك بعض قضاة حلب الروميين فأرسل من نادى عليه وحذر من الاجتماع به وفضحه فضيحة تامة لينزجر هو ومن يعمل بعمله. عفا الله عنا وعنه.
٨٢٣ ـ عبد الرزاق بن سحلول المتوفى سنة ٩٥٢
عبد الرزاق بن الشهاب أحمد بن الزين فرج بن عبد الرزاق بن الناصري محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن سحلول الحريري الحلبي المشهور بابن سحلول.
أصيل من بيت قديم بحلب. ولي نظر السحلولية خارج باب الفرج كأبيه وجده. وكان أبوه الشيخ شهاب الدين أحمد ، ويعرف بالأمير أحمد أيضا ، خليفة البيت القادري بحلب كأبيه ، وكانت مشيخة المشايخ بحلب وضواحيها بيد جده المقر العالي الشيخي المسلكي المحققي الناصري ناصر الدين محمد المذكور بمقتضى درج وقفت عليه مشتمل على معارف تصوفية ولطائف عبارات هي بالبراعات وفيّة ، متضمن لبروز أمر أمير المؤمنين أبي الفضل