المجالس تتجمل به إذا تجمل غيره بها ، رحمهالله تعالى وإيانا. وكان فيما بلغني من ذرية أبي المحاسن يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي الجماهري الشافعي.
وكان كما قال الشمس الصفدي العثماني الشافعي في طبقاته : فقيها صوفيا محدثا ، تفقه على أبي منصور الرزاز لما انقطع إلى الشيخ أبي النجيب السهروردي. ومات في دمشق سنة خمسين وخمسمائة.
٨٢١ ـ الشيخ أويس القرماني المتوفى سنة ٩٥١
أويس القرماني الأبري ، الشيخ الكبير المعمر الصوفي الخلوتي صاحب الخلفاء والأتباع ، المستغنى بذكر حسبه عن ذكر نسبه.
كان في مبدأ أمره فلاحا بأبر ، بفتح الهمزة والموحدة وإهمال الراء : قرية من قرى بلاد قرمان ، لا يقرأ ولا يكتب ، فحصلت له جذبة ، فوفد على الشيخ محمد بن محمد ابن جمال الدين الأقصرائي الصوفي عم والد فضيل جلبي قاضي حلب ، فتعلم عنده القرآن وتعبد وجاهد نفسه ودخل الخلوة حتى قيل إنه فاق بسبب الرياضة على خليفته محيي الدين البكري بفتح الموحدة والكاف.
وكان من كبار علماء الظاهر. وتلقن من شيخه الذكر كما تلقنه هو من بير الأرزنجاني ، وتلقنه الأرزنجاني من السيد يحيى بسنده المشهور وصار من جملة خلفائه ، إلى أن كثر أتباعه وشاع ذكره ، فرحل إلى بلد القصير واستوطن بقرية جدالية.
ثم قدم حلب ورفع إلى قلعتها بالأمر السلطاني السليماني هو وخليفته الشيخ شمس الدين أحمد بن محمد الجورمي لما نسب إليهما بعض أتباعهما من دعوى أن شخصا يسمى بحامد الهندي ويكون مقدمة المهدي يخرج من بين أظهر الطائفة الأويسية ، ودعوى أن الشيخ عبد القادر الكيلاني لم يكن وليا بل رجلا صالحا ، حتى أخذتنا الحمية فوضعنا كتابنا المشهور «بالمشرب النيلي في ولاية الجيلي» أو غير ذلك من الدعاوي الباطلة ، ثم بقي خليفته ملا داود في شرذمة من المريدين بالطرنطائية داخل باب الملك إلى أن أطلق الشيخ وخليفته من القلعة الحلبية ، وكنت ممن زارهما بها كشيخنا الشهاب أحمد الأنطاكي وغيره وهما يومئذ بجامعها.