سقتني الراح من ثغر شهي |
|
فتنت به ومن كف خضيب |
تغنينا إذا شئنا بصوت |
|
تقول لأنفس العشاق ذوبي |
وكان نديمنا نظم القوافي |
|
لقاض لا يدنس بالعيوب |
حوى رتب العلا أصلا وفرعا |
|
كمال الدين مفقود الضريب |
أجلّ أئمة الإسلام قدرا |
|
عريق الأصل ذو الحسب الحسيب |
كريم لا يقاس به كريم |
|
من الكرماء ذو الوصف الغريب |
بصير بالأمور يكاد ينبي |
|
لفرط ذكاه عن علم الغيوب |
أغرّ تراه في عزم وأزم |
|
كليث شرى وغيث ندى سكوب |
ومن غريب ما رأيت أنه كتب في ذيل القصيدة أنه شاعر عصره وأوانه ومجري الفصاحة على عضب لسانه.
٨١٦ ـ قاضي القضاة محمد بن جنغل المتوفى سنة ٩٥١
محمد بن محمد بن علي بن عمر بن قاضي القضاة عفيف الدين بن جنغل ، بضم الجيم والمعجمة وسكون النون بينهما ، الحلبي المالكي.
كان آخر مالكي وجد من أهل حلب وآخر قضاة المالكية بالمملكة الحلبية في الدولة الجركسية وابن قاضيها.
تفقه على مذهب أبيه بالشيخ علي الكناسي المغربي المالكي ، ثم ولي القضاء من قبل السلطان الملك الأشرف قايتباي في تاسع عشري شوال سنة سبع وتسعين وثمانمائة وهو ابن نيف وعشرين سنة ، وذلك بأني وجدت بخط الأستاذ المنجم غياث الدين التقاويمي أنه ولد يوم الأربعاء ثاني شوال سنة أربع وسبعين وثمانمائة ، ذكر ذلك في رسالة ألفها برسمه وعرف (١) فيها دلايل نجومية تتعلق به ما هو من دلايل الخير والسعادة والفهم والفطنة والنجابة ، ثم أنشد :
نعم الإله على العباد كثيرة |
|
وأجلّهن نجابة الأولاد |
__________________
(١) في در الحبب : وعدد.