توفيت سنة اثنتين وأربعين ودفنت بجوار عمها المشار إليه.
٧٨٥ ـ القاضي جابر التنوخي المتوفى سنة ٩٤٢
جابر بن إبراهيم بن علي التنوخي القضاعي الشافعي القاطن بجبل الأعلى من معاملة حلب.
ولي نيابة القضاء به. وكان شاعرا ماهرا عارفا بالعروض والقافية وطرف من النحو ، مستحضرا لكثير من علم متن اللغة ونوادر الشعراء وأشعار العرب العرباء ، وحافظا لكثير من مقامات الحريري. وطالما كان يحضر مجلس درس شيخنا العلامة الموصلي فيسأله في سرد شيء منها عليه ليذاكره في عباراتها ولغاتها.
وكان له خط حسن وحظ إذا نطق في اللسن. وكان يزعم أنه من ذرية أخي أبي العلاء المعري ، إلا أنه نقل عنه إلي أنه كان يرفع (نسبه) (١) فيقول : جابر بن إبراهيم بن علي بن فرج بن شمس الدين (بن الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله بن سليمان) (٢) ابن وداع ، إلى أن يقول : ابن قضاعة التنوخي ، مع أن أحمد هذا ليس أخا لأبي العلاء المعري الذي هو أحمد بن عبد الله بن سليمان موافقا له في الاسم فيما نعلم ، فيكون هو أبا العلاء نفسه ، وهو لم يتزوج قط فيلزم أن يكون القاضي جابر من ذرية من لم يتزوج قط.
نعم لأبي العلاء أخوان ذكرهما الصفدي في تاريخه ، إلا أن أحدهما عبد الواحد والآخر محمد أبو المجد جد أبي المجد قاضي المعرة الذي كان أحد من أفتى على مذهب الإمام الشافعي رضياللهعنه وأحد أرباب الدواوين الشعرية.
وعلى ما لصاحب الترجمة من المحاسن كان متهما بانحلال العقيدة بل باعتقاد ما يوجب الكفر والعياذ بالله تعالى حين كتب إليه بعض أكابر حلب لأمر وقع بينهما : السلام على من اتبع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الملك الأعلى وإن كان بالجبل الأعلى (٣).
ومن شعره القصائد التي نظمها على حروف الهجاء وسماها «بالعقد الغالي في مدح
__________________
(١) ما بين قوسين زيادة ليست في الأصل.
(٢) الجبل الأعلى : جبل شمالي حلب.