ابن بلبان الحلبي الشهير بابن المهمندار.
كان ترجمانا عند بعض قضاة حلب في الدولة الرومية ، فاتفق أن شكا الناس على شخص يدعى بجانم هو أحد أعوان القاضي علاء الدين المشهور بقرا قاضي الآتي ذكره لدى ابن المعمار قاضي حلب ، فطلبه لسماع ما عليه من الدعاوي فأبى عن الحضور ، فأقفل قاضي حلب المحكمة بتحسين صاحب الترجمة له ذلك ، فلما قتل الناس قرا قاضي بحلب وفتش عيسى باشا على قاتليه أخذ جانم في تعيين طائفة زعم أنهم كانوا الساعين في قتله ، فعينه منهم فقتله عيسى باشا فيمن قتله سنة أربع وثلاثين وتسعمائة.
وكان جده بلبان مهمندارا وأحد أمراء العشرات بحلب ، وهو الذي أنشأ بها الجامع المشهور به ووقف عليه أوقافا منها داره التي عدها المحب أبو الفضل بن الشحنة في تاريخه في الدور العظام التي بحلب وقال إنها تجاه جامعه هذا (هي المحكمة الشرعية) وإنها وقف عليه. وصحيح ما قال ، إلا أنها استبدلت في زماننا بالحمزية. ثم وقفها مالكها بطريق الاستبدال نصفين نصف على الجامع المذكور ونصف على فقراء الحرمين الشريفين.
وكان من خبر جده الأدنى أنه ورث من أبيه ما ينوف على مائة ألف دينار ، فصرف منها حصة عظمى في حجة حجها وبذل الباقي في طريق الخير محبة في الله تعالى دون معصية من معاصيه إلى أن صار فقيرا من فقراء المسلمين ، فجعل نفسه مؤذنا بجامع جده ، إلا أنه لصفاء خاطره كان إذا مرّ عليه أحد من تحت المنارة وكلمه في خلال كلمات الأذان مرتين فأكثر يكلمه ثم يعود إليه وهكذا. ولما قرب إلى الوفاة أوصى أن لا يجعل قبره إلا من التراب. ثم نسج ولده على منواله فأذّن بجامع جده كأبيه.
٧٤٧ ـ محمد بن أبي بكر القواس المتوفى سنة ٩٣٤
محمد بن أبي بكر بن الشيخ زين الدين عبد الواحد بن صدقة بن أبي بكر ابن الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف بن أبي العز الأصيل المعمّر ناصر الدين الحراني الأصل الحلبي المولد القواس هو وأبوه.
توفي سنة أربع وثلاثين وتسعمائة. وكان يعرف بالحراني ويسكن بالزقاق المعروف بزقاق بني الحراني وراء المسجد المعروف بشمس الدين محمد بن الحسامي حسن بن محمود