٧١١ ـ إبراهيم الهمداني المتوفى سنة ٩٢٥
إبراهيم بن إدريس الحلبي الشافعي الهمداني القاطن بالمدرسة الرواحية بحلب.
كان مريد السيد عبيد الله التستري وخليفة لابن أخيه الشيخ يونس ، فإنه خلفه عند أخذه السفر إلى دمشق. وكان صالحا سليم الصدر متجردا لم يتزوج قط. وكان من دأبه أن يجمع عنده في كل سنة شيئا من الزبيب والقلوب ، وكلما دخل عليه طفل وهو بالرواحية بإناء لأخذ ماء من بركتها أعطاه كفا من ذلك. ولم يزل فيها ملازما للأوراد الفتحية في طائفة كثيرة من المريدين إلى أن توفي سنة خمس وعشرين وتسعمائة ودفن شرقي مزار الشيخ ثعلب على الجادة بعد أن صلى عليه صاحبه الشيخ زين الدين الشماع في مشهد عظيم كان له. وكنت ممن حضره مع والدي عند احتضاره فإذا وجهه في نورانيته كالشمس ، وإذا العرق في جبينه كاللؤلؤ.
وكان من شأنه أنه أخبر بزوال الدولة الجركسية بعد حلول سلطانها قانصوه الغوري بحلب لمنام رأى فيه رجلا قصيرا راكبا على فرس وأمامه آخر يذود الناس بين يديه باللسان التركي ، وقد سأل عنه سائل من هو فقيل له : إنه سلطان الروم.
قيل : وكان للشيخ جد سيوفي بدمشق من أولياء الله تعالى متى ضرب بسيفه من يستحق القتل قطع وإلا لم يقطع ، وأخت عابدة رآها تكبّر يوما تكبيرة الإحرام ثلاثا كما هي عادتها ، فسألها ما السبب في ذلك فقالت : إني لا أرى الكعبة الشريفة إلا في ثالث مرة.
٧١٢ ـ الشيخ محمد الخراساني المتوفى سنة ٩٢٥
محمد الخراساني النجمي نزيل حلب. قيل إنه كان يمني الأصل وذا سيادة.
وأخبرني نزيله الشيخ الصالح محمد الكيلاني التروسي أن سنده في لبس الخرقة يتصل بنجم الدين الكبير رحمة الله عليه ، وأن من جملة كراماته أنه لما قدم حلب أنكر عليه القاضي جلال الدين النصيبي والشيخ جبرائيل الكردي ما كان عليه من سماع الموصول والشبابة ، فقيل للأول لا بأس بالاجتماع به وإلا فلا وجه للإنكار عليه مجانا ، فلما توجه إليه قال في نفسه : إن كان الشيخ وليا فإنه يضيفني اليوم خبزا ولبنا وعسلا وإنه يسألني عن