٦٩٩ ـ أبو بكر بن عبد البر بن الشحنة المتوفى سنة ٩٢٣
أبو بكر بن عبد البر بن محمد أقضى القضاة سري الدين ابن قاضي القضاة محب الدين أبي الفضل بن الشحنة الحلبي الأصل المصري المولد الحنفي.
قدم حلب في ركاب السلطان الغوري سنة اثنتين وعشرين. وكانت تغلب عليه طريقة أمراء الجراكسية في اقتناء جياد الخيل والإلمام بالصيد واللعب بالرمح ونحوه ، بل كان يتكلم باللسان الجركسي كواحد منهم ، وتراه على ظهر فرسه كأنه الألف مع ما عنده من الشهامة وأبهة طول القامة والبقاء على أسلوب سلفه في الملبس والعمامة.
مات شهيدا كأخيه قاضي القضاة حسام الدين محمود فيمن قتلهم السلطان طومان باي سنة ثلاث وعشرين ممن أرسلهم إليه السلطان سليم بالأمان إذ كان طلب منه الأمان فبغى وقتلهم إلا من سلم منهم.
٧٠٠ ـ عبد الله الإربلي البويضاتي المتوفى سنة ٩٢٣
عبد الله بن محمود الإربلي ثم الحلبي البويضاتي.
توفي سنة ثلاث وعشرين.
وكانت له حانوت بسويقة علي يقلو بها البيض والباذنجان في أوله ويصطنع الحموضات والملوحات بها ويقصده كثير من العوام ليأكلوا عنده وينبسطوا بما عنده من النوادر والحكايات والهزليات المضحكة والمقاطيع الموردة بحسب اختلاف مشارب الواردين إليه والوافدين عليه ، وكان له أخ يشبهه في المضحكات القولية حتى اتفق له أنه لما دخل السلطان الغوري حلب وقعت الفتنة بين فرقتي حوّ وحاس وهما فرقتان متعاديتان من أوباش المصريين كقيس ويمن ومثلهما ما كان بحلب في دولة الجراكسة من قيس وجناب ، فإذا واحد من أحد الفريقين سكران وارد من حارة اليهود وقف على رأسه وهو بالسويقة المذكورة المجاورة للحارة المذكورة وقال له : أنت من حوّ أو من حاس؟ فخشي أن يوقع به فعلا يؤذيه إذ قال : أنا من حوّ لاحتمال أنه من حاس أو قال : أنا من حاس لاحتمال أنه من حوّ ، فقال له : يا أخي ، إني عن قريب كنت يهوديا وأسلمت ، وإلى الآن ما دخلت في حوّ ولا حاس ، فمن أي فرقة أكون؟ فقال له : كن من فرقة كذا ، وخلى سبيله.