الدين الحلبي القلعي المعروف بابن الأقتابي.
كان متولي الحجر وآغا سائر البحرية بالقلعة الحلبية في آخر الدولة الجركسية ، وذلك أنه كان بها أكثر من مائة بحري يفترقون خمس طوايف لكل طائفة منهم آغا يجلس بهم على بابها ثلاثة أيام ثم يعود إليها غيره بمن معه ثم وثم ، وكان الأمير غرس الدين آغا الخمسة ، بل كان أيضا أمير عشرة ، حتى كان يلبس الكلفتة في المواكب ، وكان من شأن من كان متولي الحجر بالقلعة أن يكون مفاتيح أبوابها عنده إذا مات كافلها المسمى يومئذ بنائب القلعة أو عزل إلى أن يتسلمها كافلها الجديد. وكان الأمير غرس الدين لديانته واستقامته معتقدا للسلطان قايتباي حتى كان يترقب حضوره بين يديه ، فكان يسافر إليه المرة بعد الأخرى ، وكذا كان معتقدا للسلطان الغوري ومعظما عنده لما له فوق الديانة من الأصالة والعراقة على ما أخبرني به الشيخ عبد الكريم القلعي إمام جامع حلب من أنه كان من ذرية نور الدين الشهيد رحمهالله ، وكان ممن ابتلي في شيخوخته بحب زوجته مع بغضها إياه لكبر سنه ، فماتت قبله ولم تظفر بشاب بعده كشيخ الإسلام البدر السيوفي عالم حلب ، فإنه تزوج مع علو سنة فعلق بحب زوجته وأبغضته ولم تزل له قبلة إلى أن توفيت قبله (١).
وقد أدركت أن الأمير الغرسي وهو شيخ كبير فان له أبهة وحشمة زائدة وشيبة مقبولة نيرة.
٦٧٦ ـ أبو بكر الدليواتي المتوفى بعد ٩١٥
أبو بكر المصري الأصل ثم الحلبي الصوفي المشهور بالدليواتي صاحب المزار المشهور.
كان فيما نقل عنه يمر على باب بعض الحمّامات التي فيها النساء فيكف بصره وليس على بابها أحد منهن ، فقيل له في ذلك فقال : إني إذا مررت كشفهن الله تعالى فأراهن. قيل : وكان يعرف الكيمياء وله عند السلطان قايتباي مكان حتى أنعم عليه ببعض جوالي طرابلس وبعشر بزمده.
__________________
(١) بعدها في «در الحبب» ، تحقيق محمود حمد الفاخوري ويحيى زكريا عبارة ، ط وزارة الثقافة ، دمشق ١٩٧٤ :
ولم تذق من فم شاب قبلة.