أني لا أحب بيان ذلك خوفا من أن أنسب إلى تحميل نسبي على الغير وأن يقدح فيّ بذلك.
وله في ضوء السخاوي ترجمة حسنة ساقها شيخنا الزين الشماع في القبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي إلى أن زاد فقال : كان مع براعته في الفقه حسن العبارة شديد التحري في الطهارة طارحا للتكليف ظاهر التقشف حسن المحادثة حلو المذاكرة طلق الوجه كثير البشر مقبول الظاهر ، وهو علامة على استقامة السر ، لا تكاد تمل من محادثته ولا تسأم من مصاحبته ، اتفق على محبته والثناء عليه الكثير من العوام والخواص ، وعلى أقواله وأفعاله علامة أهل الصدق والإخلاص ، هذا ما زاده.
وحكى لي الحاج محمد الهويدي القصاب ، وكان يحضر مجلس وعظة ، أنه وعظ يوما بالقرب من المحراب الأعظم بالجامع الأموي بحلب فحصل له في نفسه عجب لجلالة ذلك المجلس ، فلما نزل عن الكرسي صافحه رجل وهو يقول له : غيرك يعمل أحسن مما عملت في هذا المجلس ، قال : فمرض الشيخ من أجل مقالته خمسة عشر يوما. وقيل لي إنه ترفع عليه بعض الجهلة في عقد مجلس صار بدار العدل بحلب فجلس في مكان أرفع من مكانه ، فلامه بعض المخاديم على ذلك وقال له : لم تركته يجلس فوقك ، فقال : والله يا أخي لو جلس فوقي لرضّني رضّا.
أقول : وترجمه الغزي في «الكواكب السائرة» بنحو ما هنا وزاد قوله : وممن أخذ عنه الفقه الجوجري المصري ، سمع عليه معظم التنبيه وأجازه به وبغيره وأذن له بالإفتاء والتدريس بعد أن أثنى عليه كثيرا وأنشده لنفسه ملمحا مضمنا :
كانت مسائلة الركبان تخبرنا |
|
عن علمكم ثم عنكم أحسن الخبر |
ثم التقينا وشاهدنا العجائب من |
|
غزير علم حمته دقة النظر |
فقلت حينئذ والله ما سمعت |
|
أذناي أحسن مما قد رأى بصري |
والمشهور أن الشيخ أرسلان الدمشقي لم يعقب كما أجاب بذلك الحافظ برهان الدين الناجي حين سئل عن ذلك ، وألف في ذلك مؤلفا لطيفا ا ه.
٦٧٥ ـ خليل بن محمد القلعي المتوفى في هذا العقد ظنا
خليل بن محمد بن محمد بن محمد بن خليل بن فضل الله الأميري الكبيري ، غرس