ثلاث وستين وثمانمائة بعد ما جدد بها هو وزوجته شعيل مئذنة العروس ليالي الجمع إلى أن أبطلها المحدث برهان الدين الناجي الشافعي على ما ذكره صاحب «حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران» ا ه.
٦٦٣ ـ عبد الباسط ابن الشحنة المتوفى سنة ٩٠٣
عبد الباسط بن محمد بن محمد ، الزكي الفاضل أبو الفضل محب الدين ابن قاضي القضاة أثير الدين ابن قاضي القضاة شيخ الإسلام محب الدين أبي الفضل ابن الشحنة الحنفي.
ولد بالقاهرة سنة سبع وسبعين وثمانماية ، وسمع بها الحديث على جده هذا والجمال ابن شاهين سبط الحافظ ابن حجر وعلى والده وأجازوا له. ثم قدم حلب مع والده فاشتغل بالعربية والمنطق على العلاء قل درويش وغيره ، ونزل له والده عن وظايف تكون له فيها كل يوم نحو ماية وخمسين درهما منها الخطابة بالجامع الأموي بحلب ونظر الكلتاوية ونصف نظر البيمارستان النوري ، ثم طلب الزيادة في الدنيا لما كان عنده من السخاء وحب الرياسة ، فرحل إلى القاهرة في دولة السلطان الملك الناصر محمد بن قايتباي فاعتنى به وولاه نظر الجوالي بدمشق عن محب الدين الأسلمي مباشر قانصوه اليحياوي كافل حلب قديما وهو الذي كان سامريا فأسلم بالإكراه وصار يدعي الصلاح ودوام الصيام ذريعة إلى أن لا يأكل من أكل المسلمين لو سألوه فيه ويتقيأ ما ألزم بأكله منه مدعيا فساد معدته. ثم لم يزل المقر المحبي بدمشق إلى أن توفي بها قريبا من سنة ثلاث وتسعماية ودفن بمقبرة أويس القرني رضياللهعنه في قبر القاضي عبد الرزاق الحلبي المشهور بالكلزي لاهتمام أمه لقرابة بينها وبين بني الشحنة بتنزيله فيه.
ولما رحل إلى القاهرة قيل إنه دخل في طريقه إلى ولي الله تعالى الشيخ محمد الجلجولي الرملي فألبسه طاقيته وكان إذا لبسها أحد مات في سنته ، فكان أمر المقر المحبي هكذا.
وكما قيل لي كان ذا شكل بهي وذكاء مفرط وهمة عالية وشهامة زائدة وميل كلي إلى الاجتماع بالإخوان وبسط اليد للخلان ، لا سيما ابن أخته والدي طالما كان له به الاتحاد الزايد والمخالطة السارة في أوقات المذاكرة والمحاضرة والمباحثة والمحادثة وقدح الأفكار في