المعروف بالزينبية ، وبابها تنزل إليها بدرجة وهو مؤلف من ثلاث أحجار سوداء كبيرة ، وهو باق من عهد بنائه ، وفوق هذا الباب حجرة مكتوب عليها :
(١) البسملة. وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا
(٢) لغفور شكور. الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب
(٣) ولا يمسنا فيها لغوب. أنشىء هذا الرباط المبارك في أيام مولانا السلطان
(٤) الملك الناصر صلاح الدنيا والدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر
(٥) غازي بن يوسف بن أيوب ناصر أمير المؤمنين في شهور سنة خمس وثلثين وستمائة ا ه.
وتجد بعد الباب دهليزا تدخل منه إلى صحن مربع طوله ٤٠ قدما وعرضه كذلك ، تجد في شماليه إيوانا واسعا عظيم الارتفاع قنطرته مبنية من حجارة ضخمة ، وفي الجنوب قبلية فيها محراب بديع بلغت فيه الصنعة منتهاها من الهندسة والهندام ، يكتنف المحراب عمودان من الرخام الأزرق يعلو كل واحد منهما تاج مرخم ترخيما بديعا يدلك على دقة صنعة وبراعة ، وعلى القنطرة أحجار مدورة يتخللها قطع صغيرة من الفسيفساء وهي ملونة تلوينا حسنا ، لكن الأوساخ المتراكمة على هذا المحراب ذهبت ببهجته وحسن بهائه.
وعن يمين القبلية ويسارها حجر صغيرة يعلوها طابق آخر فيه حجر ، لكن معظمها متهدم ، ويسكن هذا الحجر غرباء من العبيد والجواري والفقراء ، وفي وسط الصحن حوض صغير مؤلف من سبع أحجار على شكل الحوض الذي في رباط الفردوس ، غير أن ذاك أهم منه ، ومن هذا الصحن تدخل في دهليز آخر تخرج منه إلى صحن صغير فيه أربع حجر أيضا. والمكان من نحو مائتي سنة لم يدخل إليه المعمار لذا تراه سائرا إلى الخراب ، والمهم فيه هو ذلك المحراب العظيم.
٣٦٦ ـ خالد بن القيسراني الكاتب المتوفى سنة ٧٥٩
خالد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر القاضي شرف الدين أبو البقاء بن عماد الدين المخزومي الشهير بابن القيسراني الحلبي ثم الدمشقي ، الكاتب البارع في الإنشاء.