والدي لأمه المحب أبي الفضل ابن الشحنة أنه كان يحضر بدار العدل يوم الموكب قاضي العسكر كما يحضر القضاة وقضاة القضاة وهو مثل الديوان السلطاني في الدولة العثمانية ا ه. (در الحبب).
أقول : كان المترجم ممن رافق الأمير يشبك الدوادار حين مجيئه بالعساكر المصرية لهذه البلاد لمحاربة شاه سوار الخارج على المصريين في عينتاب ومرعش سنة ٨٧٥ وألف في ذلك رحلة في ١٣٠ صحيفة ذكر فيها ما جرى من الحوادث مع الأمير المذكور من حين خروجه من مصر إلى حين عودته إليها ، وقد أرسل إلينا هذه الرحلة سعادة أحمد تيمور باشا المصري حفظه الله وذكرنا ذلك في الجزء الثالث في صحيفة (٦١) ثم أرسلها إلى المجمع العلمي العربي بدمشق فنشر في الجزء السابع من المجلد الخامس خلاصة ما تضمنته هذه الرحلة.
٦٢٥ ـ لسان الدين أحمد بن محمد بن الشحنة المتوفى سنة ٨٨٢
أحمد بن محمد بن محمد قاضي القضاة لسان الدين أبو الوليد ابن الشحنة قاضي الحنفية بحلب وخطيب جامعها الأموي خال والدي.
لازم جده المحب أبا الفضل في تحصيل العلم وهو قاضي الحنفية بالديار المصرية ودون بخطه النير الحسن جانبا من الفتاوي التي كانت ترفع أسئلتها إلى جده ، وألف خطبا فائقة وكتابا سماه «لسان الحكام في معرفة الأحكام» ألفه حين تولى القضاء بحلب وأراد أن يجعله منظوما على ثلاثين فصلا فلم يتفق له سوى تأليف عشرين فصلا وبعض الفصل الحادي والعشرين.
وكان دينا صالحا ذا خشوع وتضرع وبكاء ورقة قلب ، وذكره الشيخ أبو ذر في تاريخه فقال : كان فاضلا شابا حسن الشكالة فصيح العبارة ، ولي القضاء فباشره بعفة زائدة وحرمة وافرة وانطلاق وجه وانبساط للناس وتلطف بهم ، وخطب بجامع حلب خطبا بليغة من إنشائه فروّع النفوس ومال الناس إليه وحمدوا سيرته وأخلاقه الحسنة ، وولي نيابة كتابة الإنشاء بالقاهرة عن جده فحمدت سيرته وشكرت أفعاله. قال : وكان مكبا على الاشتغال بالعلم ذكيا يحفظ كتبا على قاعدة مذهبه إلى أن أرخ وفاته لسنة اثنتين وثمانين.
وقد أخبرني الثقة أنه لما كان في حالة النزع دخل وقت العشاء فسمع المؤذن فطلب