غيرها ، أما كتاب «عنوان الشرف» فقد طبع في حلب سنة ١٢٩٤ في المطبعة العزيزية التي كانت أسست في حلب حول سنة ١٢٩٠ وعطلت بعد سنة ١٣٠٢ بقليل على نفقة أحمد أفندي بيازيد أحد التجار وقتئذ ، وهو في ١١٣ صحيفة وعندي منه نسخة ، ثم طبع بعد ذلك في مصر ، ويغلب على الظن أنه طبع ثمة على النسخة التي طبعت في حلب. ويحتاج واضع مثل هذا الكتاب إلى ذهن ثاقب وفكرة وقادة ، ويدلك على مهارة تامة ، لكنه من حيث الاستفادة قليل الجدوى يعد في بابه نوعا من التفكه ، ونزيدك علما عن هذا الكتاب بما ذكره في كشف الظنون عنه حيث قال :
«عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي»
لشرف الدين إسماعيل بن أبي بكر اليمني المقري المتوفى سنة ٨٣٧ ، وهو كتاب بديع الوصف في مجلد صغير ، أوله : الحمد لله ولي الحمد ومستحقه. وذكر السخاوي أن سبب تأليفه أنه كان يطمع في قضاء الأقضية بعد المجد الفيروز بادي صاحب القاموس ويتحامل عليه بحيث إن المجد عمل للسلطان الأشرف صاحب اليمن كتابا أول كل سطر منه ألف ، فاستعظمه السلطان فعمل الشرف هذا كتابه هذا والتزم أن يخرج من أوله وآخره ووسطه علوم غير الفقه الذي وضع الكتاب له ، لكنه لم يتم في حياة الأشرف فقدمه لولده الناصر فوقع عنده وعند سائر علماء عصره ببلده موقعا عجيبا. وهو مشتمل مع الفقه على نحو وتاريخ وعروض وقوافي. وفي المنهل لم يسبق إلى مثله يحتوي على فنون خمسة من العلوم ، فأول السطور بالحمرة عروض ، وما هو بعده بالحمرة أيضا تاريخ دولة بني رسول ، وما هو بين التاريخ وأواخر السطور بالحمرة نحو ، وأواخر السطور قوافي. ثم ساق في الكشف من ألف على هذا النمط بعد ذلك.
٦٢٣ ـ أنس ابن الحافظ البرهان إبراهيم المتوفى سنة ٨٨١
أنس بن إبراهيم بن محمد بن خليل ناصر الدين أبو حمزة ابن الحافظ البرهان أبي الوفا الحلبي أخو أبي ذر أحمد (الآتي قريبا).
ولد في صفر سنة ثلاث عشرة وثمانماية بحلب ونشأ بها ، فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وعرض واشتغل يسيرا ، وسمع على أبيه وشيخنا وآخرين ،