تعانى النحو فمهر فيه ، ولازم أبا حيان إلى أن فاق أقرانه ، وأخذ القراءات على التقي الصائغ ومهر فيها ، وسمع الحديث من يونس الدبوسي وغيره ، وولي تدريس القرآن بجامع ابن طولون والإعادة بالشافعي ، وناب في الحكم وولي نظر الأوقاف. وله تفسير القرآن في عشرين مجلدة رأيته بخطه ، وإعراب القرآن سماه «الدر المصون» في ثلاثة أسفار بخطه صنفه في حياة شيخه وناقشه فيه مناقشات كثيرة غالبها جيدة ، وجمع كتابا في أحكام القرآن ، وشرح التسهيل والشاطبية. قال الأسنوي في الطبقات : كان فقيها بارعا في النحو والقراءات ويتكلم في الأصول ، خبيرا أديبا. مات في جمادى الآخرة وقيل في شعبان سنة ٧٥٦. (ومثله في بغية الوعاة نقلا عن الدرر الكامنة).
وكتابه «إعراب القرآن» موجود في مكتبة المدرسة الأحمدية بحلب في مجلدين ضخمين ، ومنه نسخة في مكتبة كوبريلي محمد باشا في الآستانة ورقمها ٩٩ ، ونسخة في مكتبة يكي جامع في الآستانة في ثلاثة أجزاء.
ومن مؤلفاته «عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ». قال في الكشف : وممن ألف في غريب القرآن ابن السمين الحلبي وهو أحسن الكتب المؤلفة في هذا الشان ا ه.
منه نسخة في العثمانية والأحمدية بحلب والسلطانية بمصر ، وفي مكتبة سرويلي في الآستانة منه نسختان ، وفي خزانة أحمد تيمور باشا بمصر ، قال في مقالته نوادر المخطوطات المنشورة في مجلة الهلال : وهو أوفى من مفردات الراغب.
٣٦٥ ـ إسماعيل بن فرفور المتوفى سنة ٧٥٧
إسماعيل بن إبراهيم الحلبي المعروف بابن فرفور عماد الدين. تنقل في الخدم وتقدم عند تنكز نائب الشام ، واقتنى الأملاك بدمشق وحلب ، وباشر توقيع الدست ونظر الخاص بدمشق. وكانت له معرفة بالحساب مع محبة الخير والدين والإيثار. مات في صفر سنة ٧٥٧.
الكلام على درب بني الفرافرة :
قال أبو ذر : نسبة إلى بني فرفور ، وكانوا رؤساء ، وكان بهذا الدرب مسكن نقباء