من المصبغة ، وكان بوابة لقاعات معين الدين بن العجمي فاشتراها وكلاء ناصر الدين من ورثة معين الدين وجعله مكتبا وتحته حوض ماء وله أوقاف. ولناصر الدين المذكور مدرسة للحنفية خارج باب النصر على الخندق (هي المتقدمة) وبها قراء يقرؤون القرآن ، ولها أوقاف بحلب تولى شراءها له شيخنا المؤرخ ا ه.
أقول : لم أقف على ترجمة للأمير ناصر الدين ولا على تاريخ وفاته (١) إلا على ما تقدم في ترجمة أخيه علي بن خليل المتوفى سنة ٨٣٠ حيث قال ثمة : إن الأمير علي قدم حلب مرارا تارة طائعا وتارة مقاتلا ، وكان أقام بها قديما مدة هو وأخوه محمد وأقطعهما السلطان الملك الظاهر إقطاع إمرة بحلب.
لذا ذكرت آثاره في ترجمة الإمام المرعشي. أما المكتب والحوض فلا زالا باقيين وهما أمام الزقاق الذي به المدرسة الصاحبية في سوق السويقة ، والمكتب راكب على قبو فوق السوق تصعد إليه من باب بجانب الحوض الذي ذكره ، وقد كان مهجورا وربما وضع فيه بعض أهل السوق أمتعتهم ، وفي الآونة الأخيرة اتخذه بعض معلمي الحساب مكتبا لتعليم مسك الدفاتر التجارية.
٦١٤ ـ عمر بن محمد النصيبي المتوفى سنة ٨٧٣
عمر بن الضياء محمد بن عمر بن أبي بكر بن أحمد الزين النصيبي الحلبي الشافعي زوج ابنة المحب ابن الشحنة ووالد الجلال أبي بكر محمد الآتي وأخو أبي بكر.
ولد سنة ثلاث وعشرين وثمانماية بحلب ونشأ بها ، فحفظ القرآن عند الشيخ عبيد وصلى به هو وأخوه في عام واحد والمنهاج وجمع الجوامع وألفية الحديث والنحو وعرض على البرهان الحلبي ، بل هو الذي كان يصحح عليه وكرر حسنا في وصف عرضه وصحح على ثانيهما ، وكذا عرض على ابن خطيب الناصرية وأبي جعفر ابن الضيا والشمس الغزولي في آخرين ، وأخذ عن الأخير في الفقه وعن عبد الرزاق الشرواني فيه وفي أصوله وفي العربية وغيرها ، اشتغل ، وقدم القاهرة فأخذ بها عن المحلي شرحه «لجمع الجوامع» وعن إمام
__________________
(١) هو ناصر الدين محمد بن خليل بن قراجا بن دلغادر. كانت وفاته في عام ستة وأربعين وثمانمئة. يراجع : تاريخ الدول الإسلامية لستانلي لين بول ص ٤٣١ ، وتاريخ القرماني ص ٣٤٠.