المحب أبي الفضل بن الشحنة في الحصة التي كانت بيده بكلّز من قبل السلطان جقمق لما أغرى به جماعته وهو بالقاهرة عند السلطان حتى قالوا : إنه يحب ابن عربي ويدرس كتبه ، فأخرجها عنه وأعطاها لابن الشحنة ، فسافر الشهاب إلى القاهرة لبراءة ساحته فصادف ابن الشحنة في الطريق. قال الشيخ أبو ذر : وكان ساذجا. فقال له ابن الشحنة : لأي شيء تذهب قد أخبرنا السلطان ببراءتك ، فرجع من طريقه.
ومن مدائحه ما أنشده السخاوي لبعضهم :
عن العلماء يسألني خليلي |
|
ألا قل لي فمن أهدى وأرشد |
ومن أحمدهم قولا وفضلا |
|
فقلت المرعشيّ الشيخ أحمد |
وقد كانت وفاته سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة بحلب بالتربة الكائنة بدرب الأبيض ا ه.
وقال في المنهل الصافي : مولده بمرعش ودام بها إلى سنة أربع وثمانماية ، فرحل منها إلى عينتاب وتفقه بها على جماعة من الشيوخ منهم البارع عيسى العالم المشهور ، ثم انتقل منها سنة ست عشرة وثمانماية إلى حلب بعد أن أذن له بالإفتاء والتدريس.
وقرأ بحلب على الزين البلخي ومحمد بن سلامة ، وتصدر للإفتاء والتدريس سنة عشرين وانتفع به الطلبة وتفقه به جماعة من أعيان فقهاء حلب. وعرض عليه الملك الظاهر جقمق وظيفة القضاء بحلب فامتنع من ذلك تنزها وتعففا على أنه في ضيق عيش. وهو الآن فقيه حلب وعالمها ومفتيها بل عالم سائر البلاد الحلبية. ولما سافرت إلى حلب في سنة ست وثلاثين وثمانماية لم يتفق لي الاجتماع به ، ولكن الآن بيني وبينه صحبة ومكاتبات ، وأجاز لي جميع مروياته ومصنفاته وماله من نظم ونثر. ا ه ملخصا.
أقول : والمترجم أول من تولى التدريس في المدرسة الدلغادرية التي بناها الأمير ناصر الدين باك محمد بن دلغادر ظاهر البلد من شماليه على كتف الخندق ووقفها على الحنفية. ذكره في الدر المنتخب في الباب الحادي والعشرين. ولا أعلم مكان هذه المدرسة ويغلب على الظن أنها دثرت.
بقية آثار ناصر الدين بك الدلغادري :
قال أبو ذر في الكلام على مكاتب الأيتام : مكتب الأمير ناصر الدين دي الغادر بالقرب