٥٩١ ـ سالم بن سلامة المتوفى سنة ٨٥٨
سالم بن سلامة بن سليمان مجد الدين الحموي الحنبلي.
ولي قضاء حلب فلم تحمد سيرته بحيث قتل فيها ابن قاضي عينتاب خنقا بغير مسوغ معتمد وحبس لذلك بقلعة حلب إلى أن خنق على باب محبسه في سنة ثمان وخمسين. وكان فيما قيل ذا مشاركة ومذاكرة بالشعر مع معرفة بالأحكام في الجملة ، ولكنه كان متهورا حاد الخلق محبا في القضاء عفا الله عنه ا ه.
٥٩٢ ـ أقبردي الظاهري المتوفى سنة ٨٥٩
أقبردي الساقي الظاهري جقمق ، اشتراه في سلطنته ونزله في الطباق جلبانه السالف بناي الجركسي حتى جعله خاصكيا ثم ساقيا ، كل ذلك في أقرب مدة. ثم ندب لأمر بحلب يتعلق بالسلطنة ، فلما وصلها بعث إليه خلعة بنيابة قلعتها مع صغر سنه ، ثم نقله إلى أتابكيتها بعد سودون القرماني. وقدم القاهرة بعد يسير فأقام بها مدة ثم رجع إلى حلب بعد إلباسه خلعة ثم نقل منها إلى نيابة ملطية ومات بها في ذي الحجة سنة تسع وخمسين ، وحمل منها إلى حلب فدفن بتربته التي أنشأها بها وسنه نحو الثلاثين. وكان عفيفا عاقلا ساكنا ا ه.
قال أبو ذر في حوادث سنة ٨٦٠ : وفي يوم الجمعة ثاني المحرم وصلت جنازة أقبردي نائب ملطية إلى حلب ودفن خارج باب المقام في تربته التي أنشأها. وأقبردي المذكور ولي نيابة قلعة حلب في أيام الظاهر جقمق وباشر بحشمة زائدة وعقل راجح ، وكان دينا كأستاذه لا يعرف شيئا عن الفواحش.
وحج من حلب في سنة سبع وخمسين حجة عظيمة ودافع عن الحاج العرب وأحسن إليهم. وتوفي الظاهر جقمق وبلغه الخبر فجاء على الهجن إلى حلب وصعد القلعة وحفظها على ولده المنصور. ووجد شيخنا أبا الفضل ابن الشحنة في شدة عظيمة وكان بينهما وحشة وأخرب له حانوتا تجاه باب القلعة ونقل ترابه وحجارته إلى القلعة ، فلما وجده كذلك أحسن إليه ورق عليه وأظهر له أنه إنما خاصمه لأجل الدين ، فإن أهل العلم يحب أن يكون فعلهم كقولهم رحمهالله تعالى ا ه.