٥٦٧ ـ محمد بن خليل المعروف بابن القباقيبي المتوفى سنة ٨٤٩
محمد بن خليل بن أبي بكر بن محمد الشمس أبو عبد الله الحلبي المقدسي الشافعي المقري والد إبراهيم ، ويعرف بابن القباقيبي.
ولد تقريبا سنة سبع وسبعين وسبعماية بحلب ، ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا ، وقدم القاهرة بعد القرن سنة ثلاث فأخذ القراءات على الفخر البلبيسي إمام الأزهر قرأ عليه ختمة للأربعة عشر والسبع فقط عن كل من بيّن وبيعقوب الجوشن في آخرين كأبي القاصح والمشبب ، وكذا تلا على العز الحاضري والشرف الداديخي وآخرين بها من بيرو وغيره.
وكان ممن شهد في إجازته أبو بكر الموصلي وابن الهايم والشمس القلقشندي ، وقرأ ألفية العراقي عن ظهر قلب على ناظمها ، بل سمعها عليه بحثا ، وسمع فيما قيل عن البلقيني والهيثمي والدميري والطنبدي والفارسكوري ، وقرأ على العلاء الصرخدي والشمس ابن الركن وقدم غزة فقطنها وقتا ثم تحول منها إلى بيت المقدس بإشارة الشهاب ابن رسلان سيما ، وقد قرر في قراءة مصحف الظاهر وغير ذلك وتصدى للإقراء فانتفع به الناس. وممن أخذ عنه ابن عمران. واستمر إلى أن مات بعد أن كف بصره بنحو سنة في عصر يوم الجمعة العشرين من رجب سنة تسع وأربعين ودفن الغد بماملا عند أبي عبد الله القرشي ولم يخلف بعده من فنه مثله ، وكاد بعض جماعته أن يرجحه على ابن الجزري وجزم بأنه أفصح منه بكثير. ومن نظمه مضمنا :
صاد قلبي صاد عيني رشأ |
|
مال عن طرق الهوى من فيه لام |
لامني العذال في حبي له |
|
لا أراني الله في خدّيه لام |
وكان إماما فاضلا متقنا متقدما في القراءات جيد الأداء لها ناظما ناثرا مشاركا في الفضائل. وصنف في القراءات الأربع عشرة مجمع السرور ومطلع الشمس والبدور (١) نظما كالطيبة (٢) ووضحه بمفتاح الكنوز وإيضاح الرموز ، ونظم القراءات الثلاث الزائدة على
__________________
(١) في «هدية العارفين» : مجمع السرور والحبور ومطلع الشموس والبدور.
(٢) منه نسخة في الأحمدية بحلب وهي بخط أحمد بن محمد السخاوي المالكي محررة سنة ٨١٤ فتكون محررة في حياة المؤلف.