٥٥٤ ـ أحمد بن الحسن الهلالي باني الزاوية البهادرية المتوفى سنة ٨٤١
قال أبو ذر : هو الشيخ المسلّك شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الحسن بن سعيد الهلالي الشافعي نزيل حلب والده.
وهذا الرجل كان فقيرا من المال فلزم الشيخ ناصر الدين بن بهادر ، وكان الشيخ ناصر الدين صالحا زاهدا منقطعا عن الناس. وتوفي ثاني عشر جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ودفن خارج باب المقام في التربة التي اندفن فيها السفيري لأنه كان من تلامذته. ثم لزم الشيخ شهاب الدين المذكور والدي وقرأ عليه كثيرا ، وكان يخدم والدي ويشتري حوائجه بنفسه. ثم إنه خدم بعض الأمراء فأثرى وكثر جاهه وهو مع ذلك يتردد إلى والدي كعادته ويقضي حوائجه كما كان أولا. وحج من حلب حجة مصروفها كثير ، وتزوج امرأة فأولدها ولدين ، ثم إنه ترفع عنها ففارقها وتزوج ببنت المنقاري. وأنشأ زاوية بالقرب من جامع الصروي بالبياضة ، ولما بني هذا المكان كتب مسودة وقفه بيده ثم أشهدني عليه به فكتبت له نسخة. ولم يزل متضعفا في بدنه بعد أن أثرى. ورحل إلى القاهرة في حال الطلب وقرأ على شيخنا الحافظ بن حجر.
ثم لما قدم شيخنا حلب صحبة الأشرف تزوج بمطلقة شهاب الدين ولم يعلم بذلك ، فجاء شهاب الدين المذكور مسلما على شيخنا ومعه ولده من المرأة التي تزوجها شيخنا وكنت واقفا عند شيخنا ومع شهاب الدين برنية فيها زنجبيل يهديها لشيخنا ، ودخل ابنه إلى أمه فأنكر الشيخ دخول الصبي إلى بيته ، فسألني فأخبرته بحقيقة الأمر ، فاستحى شيخنا منه. ثم إن شيخنا لما سافر من حلب طلقها وندم على طلاقها في الطريق ، فكتب إلي كتابا ومن جملته :
وأشاع عني عاذلي |
|
أني سلوت وما صدق |
ومن جملته :
رحلت وخلفت الحبيب بداره |
|
برغمي ولم أجنح إلى غيره ميلا |
أعلل نفسي بالحديث تشاغلا |
|
نهاري وفي ليلي أحن إلى ليلى |
وكان اسمها ليلى وأمرني في الكتاب بالتكلم معها في مراجعتها ، فتكلمت وراجعتها إليه