إلى بيت ابن السفاح. وتنقل حتى ولي كتابة سر البحيرة ثم غزة وكذا نظر جيشها. وله أحوال في العشق مشهورة وتهتكات فيه وحظوة عند النساء. وجمع كتابا في تراجم أحرار العشاق سماه «صبوة الشريف الظريف» ومنتخبا من شعره ومراسلات بينه وبين بعض المعاشق سماه «الإشارة إلى باب الستارة» ، وكذا نظم «العمدة» لابن قدامة في أرجوزة ، وامتدح الكمال ابن البارزي وغيره ولقيه البقاعي فكتب عنه ما أسلفته في ترجمة أبيه.
ومات بصفد وهو كاتب سرها في شعبان سنة إحدى وأربعين ا ه.
٥٥٣ ـ محمد الحاضري المتوفى سنة ٨٤١
ولي الدين محمد الحاضري أخو الذي قبله.
ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها ، فحفظ القرآن والشاطبية وألفية ابن معطي والفوائد الغياثية والهداية في المذهب ، واشتغل على أبيه وناب عنه ، وجمع على الشهاب ابن المرحل ونسيبه الشرف الحراني وابن أيدغمش وابن صديق في آخرين. وأجاز له الشمس العسقلاني ومحمد بن محمد بن عمر بن عوض وابن الطباخ (١) وغيرهم. وحدث سمع منه الفضلاء. وكان خيرا منجمعا عن الناس متمولا. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ا ه.
قال أبو ذر في كنوز الذهب : في سنة أربعين وثمانماية كان ابتداء الطاعون العظيم بحلب ، واستمر يظهر مرة ويخفى أخرى إلى سنة إحدى وأربعين وثمانماية فظهر وانتشر وفشا ومات فيه خلق كثير ، وفيه توفي الشيخ ولي الدين محمد بن العلاء عز الدين الحاضري. وكانت وفاته بالحلاوية ودفن عند والده. وكان إنسانا حسنا دينا خيرا منقطعا عن الناس وفيه بر وإحسان ، يحفظ كتبا كثيرة على قاعدة مذهبه وفي النحو ، وقرأ صحيح البخاري عن والده بجامع دمرداش.
__________________
(١) هو محمد بن محمد بن إبراهيم الخياط الشهير بابن الطباخ. قال في الدرر الكامنة : سمع من إبراهيم بن عبد الرحمن الشيرازي وأبي بكر أحمد بن محمد بن العجمي وغيرهما وحدث أخذ عنه ابن عشاير وغيره ومات بعد السبعين (وسبعماية).