٥٣٢ ـ أحمد بن صالح السفّاح باني جامع السفّاحية في المحلة المعروفة به
المتوفى سنة ٨٣٥
أحمد بن صالح بن أحمد بن عمر ، واختلف فيمن فوقه ، ففي ثبت البرهان الحلبي يوسف بن أبي السفاح وقيل أحمد ، الشهاب أبو العباس بن صلاح الدين أبي البقا الحلبي الشافعي والد عمر وصالح الآتيين وأخو ناصر الدين محمد ، ويعرف بابن السفاح لكون أبيه ابن أخت قاضي حلب النجم عبد الوهاب والزين عمر ابني أبي السفاح. ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعماية بحلب ونشأ بها ، فحفظ القرآن وصلى به وغيره [معطوف على القرآن] وسمع من الكمال بن حبيب سنن ابن ماجه وغيرها وعلى الشهاب بن المرحل وغيره ، واشتغل يسيرا وتعانى ببلده الكتابة في التوقيع إلى أن مهر فيه. ثم ولي نظر الجيش بها بعد الفتنة التيمرية ، ثم عزل وسافر إلى القاهرة فاستقر موقع الأمير يشبك أتابك العساكر بعد أخيه ناصر الدين ، ثم ولي كتابة السر بصفد ثم بحلب مرة بعد مرة وباشرها مباشرة حسنة ، ثم قدم القاهرة واستقر في توقيع الأشرف قبل سلطنته ، فلما تسلطن استقر كاتب السر ابن الكويز في كتابة السر ببلده إرادة للراحة منه ، فتوجه إليها بعد أن كان يباشر توقيع الدست مدة ، فلما مات الشريف شهاب الدين أحمد بن إبراهيم بن عدنان الحسيني كاتب السر وأخوه العماد أبو بكر استدعى به الأشرف فاستقر به في كتابة السر بمصر وذلك في رمضان سنة ثلاث وثلاثين ، واستقر بولده عمر عوضه في حلب ، فباشر الشهاب الوظيفة بدون دربة وسياسة لكونه لم يكن بالفاضل ولا في الإنشاء مع سوء خط بحيث إنه أرسل مرة من حلب وهو كاتب سرها كتابا مطالعة للأشرف برسباي فلم يحسن البدر ابن مزهر كاتب سر مصر إذ ذاك قراءتها لضعف خطها وركاكة ألفاظها ولا فهم المراد منها ، فجعلها في طي كتاب يتضمن إنا قد عجزنا عن فهم ما في كتابك ، فالمخدوم ينقل خطواته إلينا ليقرأه على السلطان ، وكان ذلك سببا لغرامته جملة. وكذا مع طيش وخفة وسوء مزاج بحيث إنه كثيرا ما كان يكلم نفسه ، ومع ذلك فاستمر فيها حتى مات في ليلة الأربعاء رابع عشر رمضان سنة خمس وثلاثين بعد توعكه خمسة أيام ، وصلى عليه السلطان والقضاة والأمراء والأعيان في مصلى المؤمني ودفن بالقرافة الصغرى. واستقر عوضه الصاحب كريم الدين عبد الكريم ابن كاتب المناخات.